Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 11-11)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : لم يصب أحداً من الخلق مصيبة إلا بإذن الله ، يقول : إلا بقضاء الله وتقديره ذلك عليه { وَمَنْ يُؤْمِنْ باللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } يقول : ومن يصدّق بالله فيعلم أنه لا أحد تصيبه مصيبة إلا بإذن الله بذلك يهد قلبه : يقول : يوفِّق الله قلبه بالتسليم لأمره والرضا بقضائه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس قوله : { وَمَنْ يؤْمِنْ باللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } يعني : يهد قلبه لليقين ، فيعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه . حدثني نصر بن عبد الرحمن الوشاء الأوديّ ، قال : ثنا أحمد بن بشير ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان قال : كنا عند علقمة ، فقرىء عنده هذه الآية : { وَمَنْ يؤْمِنْ باللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ } فسُئل عن ذلك فقال : هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله ، فيسلم ذلك ويرضى . حدثني عيسى بن عثمان الرملي ، قال : ثنا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، قال : كنت عند علقمة وهو يعرض المصاحف ، فمرّ بهذه الآية : { ما أصَابَ مِنْ مُصَيبَةٍ إلا بإذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ باللَّهِ يَهْدِ قَلبَهُ } قال : هو الرجل … ثم ذكر نحوه . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عامر ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن علقمة ، في قوله : { ما أصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إلا بإذْنِ اللَّهِ ، وَمَنْ يُوءْمِنْ باللَّهِ يَهْدِ قَلْبُهُ } قال : هو الرجل تصيبه المصيبة ، فيعلم أنها من عند الله فيسلم لها ويرضَى . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ثني ابن مهدي ، عن الثوري ، عن الأعمش ، عن أبي ظبيان ، عن علقمة مثله غير أنه قال في حديثه : فيعلم أنها من قضاء الله ، فيرضى بها ويسلم . وقوله : { وَاللَّهُ بِكُلّ شَيْءٍ عَليمٌ } يقول : والله بكلّ شيء ذو علم بما كان ويكون وما هو كائن من قبل أن يكون .