Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 64, Ayat: 5-6)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره لمشركي قريش : ألم يأتكم أيها الناس خبر الذين كفروا من قبلكم ، وذلك كقوم نوح وعاد وثمود وقوم إبراهيم وقوم لوط { فَذَاقُوا وَبالَ أمْرِهِمْ } فمسّهم عذاب الله إياهم على كفرهم { وَلَهُمْ عَذَابٌ ألِيمٌ } يقول : ولهم عذاب مؤلم موجع يوم القيامة في نار جهنم ، مع الذي أذاقهم الله في الدنيا وبال كفرهم . وقوله : { ذلكَ بأنَّهُ كانَتْ تأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بالبَيِّناتِ } يقول : جلّ ثناؤه : هذا الذي نال الذين كفروا من قبل هؤلاء المشركين من وبال كفرهم ، والذي أعدّ لهم ربهم يوم القيامة من العذاب ، من أجل أنه كانت تأتيهم رسلهم بالبينات الذي أرسلهم إليهم ربهم بالواضحات من الأدلة والإعلام على حقيقة ما يدعونهم إليه ، فقالوا لهم : أَبَشَرٌ يهدوننا ؟ استكباراً منهم أن تكون رسل الله إليهم بشرا مثلهم واستكباراً عن اتباع الحقّ من أجل أن بشرا مثلهم دعاهم إليه وجمع الخبر عن البشر ، فقيل : يهدوننا ، ولم يقل : يهدينا ، لأن البشر ، وإن كان في لفظ الواحد ، فإنه بمعنى الجميع . وقوله : { فَكَفَرُوا وَتَوَّلُوْا } يقول : فكفروا بالله ، وجحدوا رسالة رسله الذين بعثهم الله إليهم استكباراً { وَتَوَلَّوا } يقول : وأدبروا عن الحقّ فلم يقبلوه ، وأعرضوا عما دعاهم إليه رسلهم { واسْتَغْنَى اللَّهُ } يقول : واستغنى الله عنهم ، وعن إيمانهم به وبرسله ، ولم تكن به إلى ذلك منهم حاجة { وَاللَّهُ غَنِيُّ حِميدٌ } يقول : والله غنيّ عن جميع خلقه ، محمود عند جميعهم بجميل أياديه عندهم ، وكريم فعاله فيهم .