Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 66, Ayat: 10-10)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : مَثَّل الله مثلاً للذين كفروا من الناس وسائر الخلق امرأة نوح وامرأة لوط ، كانتا تحت عبدين من عبادنا ، وهما نوح ولوط فخانتاهما . ذُكر أن خيانة امرأة نوح زوجها أنها كانت كافرة ، وكانت تقول للناس : إنه مجنون . وأن خيانة إمرأة لوط ، أن لوطا كان يُسِرّ الضيف ، وتَدُلّ عليه . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا سفيان ، عن موسى بن أبي عائشة ، عن سلمان بن قيس ، عن ابن عباس ، قوله : { فَخانَتاهُما } قال : كانت امرأة نوح تقول للناس : إنه مجنون . وكانت امرأة لوط تَدُلّ على الضيف . حدثنا محمد بن منصور الطوسي ، قال : ثنا إسماعيل بن عمر ، قال : ثنا سفيان ، عن موسى بن أبي عائشة عن سليمان بن قيس ، قال : سمعت ابن عباس قال في هذه الآية : أما امرأة نوح ، فكانت تخبر أنه مجنون وأما خيانة امرأة لوط ، فكانت تَدُلّ على لوط . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن أبي عامر الهمداني ، عن الضحاك { كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صَالِحَيْنِ } قال : ما بغت امرأة نبيّ قط { فَخانَتاهُما } قال : في الدين خانتاهما . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً للَّذِينَ كَفَرُوا امْرأةَ نُوح وَامْرأةَ لُوطٍ كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صَالِحَيْنِ فَخانَتاهُما } قال : كانت خيانتهما أنهما كانتا على غير دينهما ، فكانت امرأة نوح تطلع على سر نوح ، فإذا آمن مع نوح أحد أخبرت الجبابرة من قوم نوح به ، فكان ذلك من أمرها وأما امرأة لوط فكانت إذا ضاف لوطاً أحد خبرت به أهل المدينة ممن يعمل السوء { فَلَمْ يُغُنِيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً } . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن عمرو بن أبي سعيد ، أنه سمع عكرمة يقول في هذه الآية { فَخانَتاهُما } قال : في الدين . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا الحسين ، عن يزيد ، عن عكرمة ، في قوله { كانَتا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبادِنا صَالِحَيْنِ فَخانَتاهُما } قال : وكانت خيانتهما أنهما كانتا مشركتين . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : عبيد بن سليمان ، عن الضحاك { فَخانَتاهُما } قال : كانتا مخالفتين دين النبيّ صلى الله عليه وسلم كافرتين بالله . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني أبو صخر ، عن أبي معاوية البجلي ، قال : سألت سعيد بن جبير : ما كانت خيانة امرأة لوط وامرأة نوح ؟ فقال : أما امرأة لوط ، فإنها كانت تدلّ على الأضياف وأما امرأة نوح فلا علم لي بها . وقوله : { فَلَمْ يُغْنيا عَنْهُما مِنَ اللَّهِ شَيْئاً } يقول : فلم يغن نوح ولوط عن امرأتيهما من الله لما عاقبهما على خيانتهما أزواجهما شيئاً ، ولم ينفعهما أن كانت أزواجهما أنبياء . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرأةَ نُوحٍ وامْرأةَ لُوط } … الآية ، هاتان زوجتا نَبِيِّي الله لما عصتا ربهما ، لم يغن أزواجهما عنهما من الله شيئاً . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرأةَ نُوحٍ وامْرأةَ لُوطٍ } … الآية ، قال : يقول الله : لم يغن صلاح هذين عن هاتين شيئاً ، وامرأة فرعون لم يضرّها كفر فرعون . وقوله : { وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ } قال الله لهما يوم القيامة : ادخلا أيتها المرأتان نار جهنم مع الداخلين فيها .