Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 66, Ayat: 8-8)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : يا أيها الذين صدّقوا الله { تُوبُوا إلى اللَّهِ } يقول : ارجعوا من ذنوبكم إلى طاعة الله ، وإلى ما يرضيه عنكم { تَوْبَةً نَصُوحاً } يقول : رجوعاً لا تعودون فيها أبداً . وبنحو الذي قلنا في تأويل قوله { نَصُوحاً } قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا هناد بن السَّريّ ، قال : ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن النعمان بن بشير ، قال : سُئل عمر عن التوبة النصوح ، قال : التوبة النصوح : أن يتوب الرجل من العمل السيء ، ثم لا يعود إليه أبداً . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير ، عن عمر ، قال : التوبة النصوح : أن تتوب من الذنب ثم لا تعود فيه ، أو لا تريد أن تعود . حدثنا ابن المثنى ، قال : ثنا محمد بن جعفر ، قال : ثنا شعبة ، عن سماك بن حرب ، قال : سمعت النعمان بن بشير يخطب ، قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول : { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً } قال : يذنب الذنب ثم لا يرجع فيه . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير ، قال : سألت عمر عن قوله { تُوبُوا إلى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً } قال : هو العبد يتوب من الذنب ثم لا يعود فيه أبداً . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن سماك بن حرب ، عن النعمان بن بشير ، قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : التوبة النصوح ، أن يتوب من الذنب فلا يعود . حدثنا به ابن حميد مرّة أخرى ، قال : أخبرني عن عمر بهذا الإسناد ، فقال : التوبة النصوح : الذي يذنب ثم لا يريد أن يعود . حدثني أبو السائب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي إسحاق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله { تَوْبَةً نَصُوحاً } قال : يتوب ثم لا يعود . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي إسحق ، عن أبي الأحوص ، عن عبد الله قال : التوبة النصوح : الرجل يذنب الذنب ثم لا يعود فيه . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً } أن لا يعود صاحبها لذلك الذنب الذي يتوب منه ، ويقال : توبته أن لا يرجع إلى ذنب تركه . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثني الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { تَوْبَةً نَصُوحاً } قال : يستغفرون ثم لا يعودون . حدثني نصر بن عبد الرحمن الأوديّ ، قال : ثنا المحاربي ، عن جويبر ، عن الضحاك ، في قوله : { تَوْبَةً نَصُوحاً } قال : النصوح : أن تحول عن الذنب ثم لا تعود له أبداً . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إلى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً } قال : هي الصادقة الناصحة . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : ابن زيد ، في قول الله : { تُوبُوا إلى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً } قال : التوبة النصوح الصادقة ، يعلم أنها صدق ندامة على خطيئته ، وحبّ الرجوع إلى طاعته ، فهذا النصوح . واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامّة الأمصار خلا عاصم : { نَصُوحاً } بفتح النون على أنه من نعت التوبة وصفتها ، وذُكر عن عاصم أنه قرأه : « نُصُوحاً » بضمّ النون ، بمعنى المصدر من قولهم : نصح فلان لفلان نصوحاً . وأولى القراءتين بالصواب في ذلك قراءة من قرأ بفتح النون على الصفة للتوبة لإجماع الحجة على ذلك . وقوله : { عَسَى رَبُّكُمْ أن يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّآتِكُمْ } يقول : عسى ربكم أيها المؤمنون أن يمحو سيئات أعمالكم التي سلفت منكم { وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تجري مِنْ تَحْتِها الأنْهارُ } يقول : وأن يدخلكم بساتين تجري من تحت أشجارها الأنهار { يَوْمَ لا يَخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ } محمداً صلى الله عليه وسلم { وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَينَ أيْدِيهِمْ } يقول : يسعى نورهم أمامهم { وبأيمَانِهِمْ } يقول : وبأيمانهم كتابهم ، كما : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : { يَوْمَ لا يَخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } … إلى قوله : { وبأيمَانِهِمْ } يأخذون كتابهم فيه البشرى . { يَقُولُونَ رَبَّنا أتْمِمْ لَنا نُورَنا وَاغْفِر لَنا } يقول جلّ ثناؤه مخبراً عن قيل المؤمنين يوم القيامة : يقولون ربنا أتمم لنا نورنا ، يسألون ربهم أن يبقي لهم نورهم ، فلا يطفئه حتى يجوزوا الصراط ، وذلك حين يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا { انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ } وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { رَبَّنا أتْمِمْ لَنا نُورَنا } قال : قول المؤمنين حين يُطْفأ نور المنافقين . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن عاصم ، عن الحسن ، قال : ليس أحد إلا يعطى نوراً يوم القيامة ، يعطى المؤمن والمنافق ، فيطفأ نور المنافق ، فيخشى المؤمن أن يطفأ نوره ، فذلك قوله : { رَبَّنا أتْمِمْ لَنا نُورَنا } . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن يزيد بن شجرة ، قال : كان يذكرنا ويبكي ، ويصدّق قوله فعله ، يقول : يا أيها الناس إنكم مكتوبون عند الله عزّ وجلّ بأسمائكم وسيماكم ، ومجالسكم ونجواكم وخلائكم ، فإذا كان يومُ القيامة قيل : يا فلانُ بْنَ فلان هاكَ نورَك ، ويا فلانُ بْنَ فلان ، لا نور لك . وقوله : { وَاغْفِرْ لَنا } يقول : واستر علينا ذنوبنا ، ولا تفضحنا بها بعقوبتك إيانا عليها { إنَّكَ على كُلّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } يقول : إنك على إتمام نورنا لنا ، وغفران ذنوبنا ، وغير ذلك من الأشياء ذو قدرة .