Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 14-15)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : { ألا يَعْلَمُ } الربّ جلّ ثناؤه { مَنْ خَلَقَ } من خلقه ؟ يقول : كيف يخفى عليه خلقه الذي خلق { وَهُوَ اللَّطِيفُ } بعباده { الخَبِيرُ } بهم وبأعمالهم . وقوله : { هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأرْضَ ذَلُولاً } يقول تعالى ذكره : الله الذي جعل لكم الأرض ذَلُولاً سْهلاً ، سَهَّلها لكم { فامْشُوا فِي مَناكِبها } . واختلف أهل العلم في معنى { مَناكِبها } فقال بعضهم : مناكبها : جبالها . ذكر من قال ذلك : حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قوله : { فِي مَناكِبها } يقول : جبالها . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الأعلى ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، عن بشير بن كعب أنه قرأ هذه الآية : { فامْشُوا فِي مَناكِبها } فقال لجارية له : إن دَرَيْت ما مناكُبها ، فأنت حرّة لوجه الله قالت : فإن مناكبها : جبالها ، فكأنما سُفِع في وجهه ، ورغب في جاريته . فسأل ، منهم من أمره ، ومنهم من نهاه ، فسأل أبا الدرداء ، فقال : الخير في طمأنينة ، والشرّ في ريبة ، فَذرْ ما يريبك إلى ما لا يَريبك . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا معاذ بن هشام ، قال : ثني أبي ، عن قتادة ، عن بشير بن كعب ، بمثله سواء . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فامْشُوا في مَناكِبها } : جبالها . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { فِي مَناكِبها } قال : في جبالها . وقال آخرون : { مَناكِبها } : أطرافها ونواحيها . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : { فامْشُوا فِي مَناكِبها } يقول : امشوا في أطرافها . حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا ابن علية ، عن سعيد ، عن قتادة ، أن بشير بن كعب العدويّ ، قرأ هذه الآية { فامْشُوا فِي مَناكِبها } فقال لجاريته : إن أخبرتني ما مناكبها ، فأنت حرّة ، فقالت : نواحيها فأراد أن يتزوّجها ، فسأل أبا الدرداء ، فقال : إن الخير في طمأنينة ، وإن الشرّ في ريبة ، فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { فامْشُوا فِي مَناكِبها } قال : طرقها وفجاجها . وأولى القولين عندي بالصواب قول من قال : معنى ذلك : فامشوا في نواحيها وجوانبها ، وذلك أن نواحيها نظير مناكب الإنسان التي هي من أطرافه . وقوله : { وكُلُوا مِنْ رزْقِهِ } يقول : وكلوا من رزق الله الذي أخرجه لكم من مناكب الأرض ، { وَإلَيْهِ النُّشُورُ } يقول تعالى ذكره : وإلى الله نشركم من قبوركم .