Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 67, Ayat: 3-4)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : مخبراً عن صفته { الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِباقاً } طبقاً فوق طبق ، بعضها فوق بعض . وقوله : { ما تَرَى في خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُت } يقول جلّ ثناؤه : ما ترى في خلق الرحمن الذي خلق لا في سماء ولا في أرض ، ولا في غير ذلك من تفاوت ، يعني من اختلاف . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { ما تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفاوُتٍ } : ما ترى فيهم من اختلاف . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { منْ تَفَاوُتٍ } قال : من اختلاف . واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين : { مِنْ تَفاوُتٍ } بألف . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة : « مِنْ تَفَوُّتٍ » بتشديد الواو بغير ألف . والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان بمعنى واحد ، كما قيل : ولا تُصَاعِرْ ، ولا تُصَعِّر وتعهَّدت فلانا ، وتعاهدته وتظهَّرت ، وتظاهرت وكذلك التفاوت والتفوّت . وقوله : { فارّجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ } يقول : فرد البصر ، هل ترى فيه من صُدوع ؟ وهي من قول الله : { تَكادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِن فَوْقِهِن } بمعنى يتشققن ويتصدَّعْنَ ، والفُطُور مصدر فُطِر فطُوراً . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ } قال : الفطور : الوَهْيُ حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله { هَلْ تَرَى مِنْ فُطُور } يقول : هل ترى من خلل يا ابن آدم . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة { مِنْ فُطُورٍ } قال : من خلل . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ } قال : من شقوق . وقوله : { ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ } يقول جلّ ثناؤه : ثم ردّ البصر يا ابن آدم كرّتين ، مرّة بعد أخرى ، فانظر { هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ } أو تفاوت { يَنْقَلِبْ إلَيْكَ البَصَرُ خاسِئاً } يقول : يرجع إليك بصرك صاغراً مُبْعَداً من قولهم للكلب : اخسأ ، إذا طردوه أي ابعد صاغراً { وَهُوَ حَسِيرٌ } يقول : وهو مُعْيٍ كالٌّ . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس { ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْن } يقول : هل ترى في السماء من خَللِ { يَنْقَلِبْ إليكَ البَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ } بسواد الليل . حدثني عليّ ، قال : ثنا أبو صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، في قوله { خاسئاً وَهُوَ حَسِيرٌ } يقول : ذليلاً . . وقوله : { وَهُوَ حَسِيرٌ } يقول : مرجف . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { يَنْقَلِبْ إلَيْكَ البَصَرُ خاسِئاً } أي حاسراً { وَهُوَ حَسيرٌ } أي مُعْيٍ . حدثني ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله { خاسِئاً } قال : صاغراً ، { وَهُوَ حَسِيرٌ } يقول : مُعْيٍ لم ير خَلَلاً ولا تفاوتاً . وقال بعضهم : الخاسىء والحسير واحد . ذكر من قال ذلك : حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { فارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ } … الآية ، قال : الخاسىء ، والخاسر واحد حَسَر طرفُه أن يَرى فيها فَطْرًا ، فرجع وهو حسير قبل أن يرى فيها فَطْرا قال : فإذا جاء يوم القيامة انفطرت ثم انشقت ، ثم جاء أمر أكبر من ذلك انكشطت .