Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 69, Ayat: 47-52)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : فما منكم أيها الناس من أحد عن محمد لو تقوّل علينا بعض الأقاويل ، فأخذنا منه باليمين ، ثم لقطعنا منه الوتين ، حاجزين يحجزوننا عن عقوبته ، وما نفعله به . وقيل : حاجزين ، فجمع ، وهو فعل لأحد ، وأحد في لفظ واحد ردّاً على معناه ، لأن معناه الجمع ، والعرب تجعل أحداً للواحد والاثنين والجمع ، كما قيل { لا نُفَرِّقُ بَينَ أحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ } وبين : لا تقع إلا على اثنين فصاعداً . وقوله : { وَإنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ للْمُتَّقِينَ } يقول تعالى ذكره : وإن هذا القرآن لتذكرة ، يعني عظة يتذكر به ، ويتعظ به للمتقين ، وهم الذين يتقون عقاب الله بأداء فرائضه ، واجتناب معاصيه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَإنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ للْمُتَّقِينَ } قال : القرآن . وقوله : { وَإنَّا لَنَعْلَمُ أنَّ مِنْكُمْ مُكَذّبِينَ } يقول تعالى ذكره : وإنا لنعلم أن منكم مكذّبين أيها الناس بهذا القرآن { وَإنَّهُ لَحَسْرَةٌ على الكافِرِينَ } يقول جلّ ثناؤه : وإن التكذيب به لحسرة وندامة على الكافرين بالقرآن يوم القيامة وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { وَإنَّهُ لَحَسْرَةٌ على الكافِرِينَ } ذاكم يوم القيامة . { وَإنَّهُ لَحَقُّ اليَّقِينِ } يقول : وإنه للحقّ اليقين الذين لا شكّ فيه أنه من عند الله ، لم يتقوّله محمد صلى الله عليه وسلم { فَسَبِّحْ باسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ } بذكر ربك وتسميته العظيم ، الذي كلّ شيء في عظمته صغير .