Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 105-106)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

اختلفت القرّاء فـي قراءة قوله : { حَقِـيقٌ عَلـى أن لا أقُولَ علـى اللَّهِ إلاَّ الـحَقَّ } فقرأه جماعة من قرّاء الـمكيـين والـمدنـيـين والبصرة والكوفة : { حَقِـيقٌ علـى أن لا أقُولَ } بإرسال الـياء من « علـى » وترك تشديدها ، بـمعنى : أنا حقـيق بأن لا أقول علـى الله إلا الـحقّ ، فوجهوا معنى علـى إلـى معنى البـاء ، كما يقال : رميت بـالقوس وعلـى القوس ، وجئت علـى حال حسنة ، وبحال حسنة . وكان بعض أهل العلـم بكلام العرب يقول : إذا قرىء ذلك كذلك ، فمعناه : حريص علـى أن لا أقول إلا بحقّ . وقرأ ذلك جماعة من أهل الـمدينة : « حَقِـيقٌ عَلـىَّ أنْ لا أقُولَ » بـمعنى : واجب علـيّ أن لا أقول ، وحُقّ علـيّ أن لا أقول . قال أبو جعفر : والصواب من القول فـي ذلك أنهما قراءتان مشهورتان متقاربتا الـمعنى ، قد قرأ بكلّ واحدة منهما أئمة من القرّاء ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب فـي قراءته الصواب . وقوله : { قَدْ جِئْتُكُمْ بِبَـيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ } يقول : قال موسى لفرعون وملئه : قد جئتكم ببرهان من ربكم يشهد أيها القوم علـى صحة ما أقول وصدق ما أذكر لكم من إرسال الله إياي إلـيكم رسولاً ، فأرسل يا فرعون معي بنـي إسرائيـل ، فقال له فرعون : إن كنت جئت بآية ، يقول : بحجة وعلامة شاهدة علـى صدق ما تقول . فأت بها إن كنت من الصادقـين .