Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 134-134)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : ولـما وقع علـيهم الرجز ، ولـما نزل بهم عذاب الله ، وحلّ بهم سخطه . ثم اختلف أهل التأويـل فـي ذلك الرجز الذي أخبر الله أنه وقع بهؤلاء القوم ، فقال بعضهم : كان ذلك طاعونا . ذكر من قال ذلك . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يعقوب القمي ، عن جعفر بن الـمغيرة ، عن سعيد بن جبـير ، قال : وأمر موسى قومه من بنـي إسرائيـل ، وذلك بعد ما جاء قومَ فرعون بـالآيات الـخمس الطوفـان ، وما ذكر الله فـي هذه الآية ، فلـم يؤمنوا ولـم يرسلوا معه بنـي إسرائيـل ، فقال : لـيذبح كلّ رجل منكم كبشاً ، ثم لـيخضب كفه فـي دمه ، ثم لـيضرب به علـى بـابه ، فقالت القبط لبنـي إسرائيـل : لـم تـجعلون هذا الدم علـى أبوابكم ؟ فقالوا : إن الله يرسل علـيكم عذابـاً فنسلـم وتهلكون ، فقالت القبط : فما يعرفكم الله إلاَّ بهذه العلامات ؟ فقالوا : هكذا أمرنا به نبـينا . فأصبحوا وقد طعن من قوم فرعون سبعون ألفـا ، فأمسوا وهم لا يتدافنون ، فقال فرعون عند ذلك : { ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِـما عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرّجزَ } وهو الطاعون ، { لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِـي إسْرَائِيـلَ } فدعا ربه فكشفه عنهم ، فكان أوفـاهم كلهم فرعون ، فقال لـموسى : اذهب ببنـي إسرائيـل حيث شئت حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا حبّويه الرازي ، وأبو داود الـحفري ، عن يعقوب ، عن جعفر ، عن سعيد بن جبـير قال حبويه : عن ابن عبـاس : { لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرّجْزَ } قال : الطاعون . وقال آخرون : هو العذاب . ذكر من قال ذلك . حدثنـي مـحمد بن عمرو قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : الرجز العذاب . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، مثله . حدثنـي بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { فَلَـمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرّجْزَ } أي العذاب . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، قال : ثنا معمر ، عن قتادة : { وَلـمَّا وَقَع عَلَـيْهِمُ الرّجْزُ } يقول : العذاب . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { وَلـمَّا وَقَعَ عَلَـيْهِمُ الرّجْزُ } قال : الرجز : العذاب الذي سلَّطه الله علـيهم من الـجراد والقُمَّل وغير ذلك ، وكلّ ذلك يعاهدونه ثم ينكثون . وقد بـيَّنا معنى الرّجز فـيـما مضى من كتابنا هذا بشواهده الـمغنـية عن إعادتها . وأولـى القولـين بـالصواب فـي هذا الـموضع أن يقال : إن الله تعالـى ذكره أخبر عن فرعون وقومه أنهم لـما وقع علـيهم الرجز ، وهو العذاب والسخط من الله علـيهم ، فزعوا إلـى موسى بـمسألته ربه كشف ذلك عنهم وجائز أن يكون ذلك الرجز كان الطوفـان والـجراد والقمل والضفـادع والدم ، لأن كل ذلك كان عذابـا علـيهم ، وجائز أن يكون ذلك الرجز كان طاعوناً . ولـم يخبرنا الله أيّ ذلك كان ، ولا صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأيّ ذلك كان خبر فنسلـم له . فـالصواب أن نقول فـيه كما قال جلّ ثناؤه : { وَلـمَّا وَقَعَ عَلَـيْهِمُ الرّجْزُ } ولا نتعدّاه إلاَّ بـالبـيان الذي لا تـمانع فـيه بـين أهل التأويـل ، وهو لـما حلّ بهم عذاب الله وسخطه ، { قالُوا يا مُوسَى ادْعُ لَنا رَبَّكَ بـمَا عَهِدَ عِنْدَكَ } يقول : بـما أوصاك وأمرك به ، وقد بـينا معنى العهد فـيـما مضى { لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرّجْزَ } يقول : لئن رفعت عنا العذاب الذي نـحن فـيه ، { لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ } يقول : لنصدقنّ بـما جئت به ودعوت إلـيه ولنقرّنّ به لك ، { ولَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِـي إسْرَائِيـلَ } يقول : ولنـخـلـينّ معك بنـي إسرائيـل فلا نـمنعهم أن يذهبوا حيث شاءوا .