Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 193-193)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالـى ذكره فـي وصفه وعيبه ما يشرك هؤلاء الـمشركون فـي عبـادتهم ربهم إياه : ومن صفته أنكم أيها الناس إن تدعوهم إلـى الطريق الـمستقـيـم ، والأمر الصحيح السديد { لا يَتَّبِعُوكُمْ } لأنها لـيست تعقل شيئاً ، فتترك من الطرق ما كان عن القصد منعدلاً جائراً ، وتركب ما كان مستقـيـماً سديداً . وإنـما أراد الله جلّ ثناؤه بوصف آلهتهم بذلك من صفتها تنبـيههم علـى عظيـم خطئهم ، وقُبح اختـيارهم ، يقول جلّ ثناؤه : فكيف يهديكم إلـى الرشاد من إن دعي إلـى الرشاد وعرفه لـم يعرفه ، ولـم يفهم رشاداً من ضلال ، وكان سواءً دعاء داعيه إلـى الرشاد وسكوته ، لأنه لا يفهم دعاءه ، ولا يسمع صوته ، ولا يعقل ما يقال له ؟ يقول : فكيف يُعبد من كانت هذه صفته ، أم كيف يشكل عظيـم جهل من اتـخذ ما هذه صفته إلهاً ؟ وإنـما الربّ الـمعبود هو النافع من يعبده ، الضارّ من يعصيه ، الناصر ولـيه ، الـخاذل عدوّه ، الهادي إلـى الرشاد من أطاعه ، السامع دعاء من دعاه . وقـيـل : { سَوَاءٌ عَلَـيْكُمْ أدَعَوْتُـموهُمْ أمْ أنْتُـمْ صَامِتُونَ } فعطف بقوله : « صامتون » ، وهو اسم علـى قوله : « أدعوتـموهم » ، وهو فعل ماض ، ولـم يقل : أم صَمَتّـم ، كما قال الشاعر : @ سَوَاءٌ عَلَـيْكَ القَـفْرُ أمْ بِتَّ لَـيْـلَةً بأهْلِ القِبـابِ مِنْ نُـمَيْرِ بْنِ عامِرِ @@ وقد ينشد : « أم أنت بـائت » .