Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 35-35)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره معرّفاً خلقه ما أعدّ لحزبه وأهل طاعته والإيمان به وبرسوله ، وما أعدّ لحزب الشيطان وأوليائه والكافرين به وبرسله : { يا بَنِي آدَمَ إمَّا يَأتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ } يقول : إن يجئكم رسلي الذين أرسلهم إليكم بدعائكم إلى طاعتي والانتهاء إلى أمري ونهيي { منكم } ، يعني : من أنفسكم ، ومن عشائركم وقبائلكم . { يَقُصُّون عَلَيْكُمْ آياتِي } يقول : يتلون عليكم آيات كتابي ، ويعرّفونكم أدلتي وأعلامي على صدق ما جاءوكم به من عندي ، وحقيقة ما دعوكم إليه من توحيدي . { فَمَنْ اتَّقَى وأصْلَحَ } يقول : فمن آمن منكم بما أتاه به رسلي مما قصّ عليه من آياتي وصدّق واتقى الله ، فخافه بالعمل بما أمره به والانتهاء عما نهاه عنه ، على لسان رسوله . { وأَصْلَحَ } يقول : وأصلح أعماله التي كان لها مفسداً قبل ذلك من معاصي الله بالتحوُّب منها . { فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } يقول : فلا خوف عليهم يوم القيامة من عقاب الله إذا وردوا عليه . { وَلاهُمْ لا يَحْزنُونَ } على ما فاتهم من دنياهم التي تركوها ، وشهواتهم التي تجنبوها ، اتباعاً منهم لنهي الله عنها إذا عاينوا من كرامة الله ما عاينوا هنالك . حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا هشام أبو عبد الله ، قال : ثنا هياج ، قال : ثنا عبد الرحمن بن زياد ، عن أبي سيار السلمي ، قال : إن الله جعل آدم وذرّيته في كفه ، فقال : { يا بَنِي آدَمَ إمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْهِمْ آياتِي فَمَنِ اتَّقَى وأصْلَحَ فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ } ، ثم نظر إلى الرسل فقال : { يا أيُّها الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إنّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً وأنا رَبكُمْ فاتَّقُونِ } ثم بثهم . فإن قال قائل : ما جواب قوله : { إمَّا يأْتِنَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ } ؟ قيل : قد اختلف أهل العربية في ذلك ، فقال بعضهم في ذلك : الجواب مضمر ، يدلّ عليه ما ظهر من الكلام ، وذلك قوله : { فَمَنِ اتَّقَى وأصْلَحَ } وذلك لأنه حين قال : { فمَنِ اتَّقَى وأصْلَحَ } كأنه قال : فأطيعوهم . وقال آخرون منهم : الجواب : « فمن اتقى » ، لأن معناه ، فمن اتقى منكم وأصلح . قال : ويدلّ على أن ذلك كذلك ، تبعيضه الكلام ، فكان في التبعيض اكتفاء من ذكر « منكم » .