Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 40-40)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : إن الذين كذّبوا بحججنا وأدلتنا فلم يصدّقوا بها ولم يتبعوا رسلنا ، { واسْتَكْبَرُوا عَنْها } يقول : وتكبروا عن التصديق بها وأنفوا من اتباعها والانقياد لها تكبراً ، لا تفتح لهم لأرواحهم إذا خرجت من أجسادهم أبواب السماء ، ولا يصعد لهم في حياتهم إلى الله قول ولا عمل ، لأن أعمالهم خبيثة . وإنما يرفع الكلم الطيب والعمل الصالح ، كما قال جلّ ثناؤه : { إلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالعَمَلَ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ } فقال بعضهم : معناه : لا تفتح لأرواح هؤلاء الكفار أبواب السماء . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا يعلى ، عن أبي سنان ، عن الضحاك ، عن ابن عباس : { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ } قال : عنى بها الكفار أن السماء لا تفتح لأرواحهم وتفتح لأرواح المؤمنين . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن أبي سنان ، عن الضحاك ، قال : قال ابن عباس : تفتح السماء لروح المؤمن ، ولا تفتح لروح الكافر . حدثنا محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ } قال : إن الكافر إذا أخذ روحه ضربته ملائكة الأرض حتى يرتفع إلى السماء ، فإذا بلغ السماء الدنيا ضربته ملائكة السماء فهبط ، فضربته ملائكة الأرض فارتفع ، فإذا بلغ السماء الدنيا ضربته ملائكة السماء الدنيا ، فهبط إلى أسفل الأرضين وإذا كان مؤمناً أخذ روحه ، وفُتح له أبواب السماء ، فلا يمرّ بملك إلاَّ حياه وسلم عليه حتى ينتهي إلى الله ، فيعطيه حاجته ، ثم يقول الله : ردّوا روح عبدي فيه إلى الأرض ، فإني قضيت من التراب خلقه ، وإلى التراب يعود ، ومنه يخرج . وقال آخرون : معنى ذلك : أنه لا يصعد لهم عمل صالح ولا دعاء إلى الله . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عبيد الله ، عن سفيان ، عن ليث ، عن عطاء ، عن ابن عباس : { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ } : لا يصعد لهم قول ولا عمل . حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، قوله : { إنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بآياتِنا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها لا تُفَتَّحُ لَهُم أبْوَابُ السَّماءِ } يعني : لا يصعد إلى الله من عملهم شيء . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ } يقول : لا تفتح لخير يعملون . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد : { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ } قال : لا يصعد لهم كلام ولا عمل . حدثنا مطر بن محمد الضبي ، قال : ثنا عبد الله بن داود ، قال : ثنا شريك ، عن منصور ، عن إبراهيم ، في قوله : { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ } قال : لا يرتفع لهم عمل ولا دعاء . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا يحيى بن آدم ، عن شريك ، عن سالم ، عن سعيد : { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ } قال : لا يرتفع لهم عمل ولا دعاء . حدثني المثنى ، قال : ثنا الحماني ، قال : ثنا شريك ، عن سعيد : { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ } قال : لا يرفع لهم عمل صالح ولا دعاء . وقال آخرون : معنى ذلك : لا تفتح أبواب السماء لأرواحهم ولا لأعمالهم . ذكر من قال ذلك : حدثني القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج : { لا تُفَتَّحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ } قال : لأرواحهم ولا لأعمالهم . قال أبو جعفر : وإنما اخترنا في تأويل ذلك ما اخترنا من القول لعموم خبر الله جلّ ثناؤه أن أبواب السماء لا تفتح لهم ، ولم يخصص الخبر بأنه يفتح لهم في شيء ، فذلك على ما عمه خبر الله تعالى بأنها لا تفتح لهم في شيء مع تأييد الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قلنا في ذلك . وذلك ما : حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن المنهال ، عن زاذان ، عن البراء : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر قبض روح الفاجر ، وأنه يصعد بها إلى السماء ، قال : " فَيَصْعَدُونَ بِها فَلا يَمُرُّونَ على مَلإٍ مِنَ المَلائِكَةِ إلاَّ قالوا : ما هَذَا الرُّوحُ الخَبِيثُ ، فَيَقُولُونَ : فُلانٌ ، بأقْبَحِ أسْمائِهِ التي كان يُدعَى بهَا فِي الدُّنْيا . حتى يَنْتَهُوا بِها إلى السَّماءِ ، فَيَسْتَفْتِحُونَ لَهُ فَلا يُفْتَحُ لَهُ " . ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تُفَتَّح لَهُمْ أبْوَابُ السَّماء وَلا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ } . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا عثمان بن عبد الرحمن ، عن ابن أبي ذئب ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : " المَيِّتُ تَحْضُرُهُ المَلائِكَةُ ، فإذَا كانَ الرَّجُلُ الصَّالِحُ قالُوا اخْرُجِي أيَّتُها النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ كانَتْ في الجَسَدِ الطَّيِّبِ ، اخْرُجِي حَمِيدَةً ، وأبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحانٍ وَرَبٍّ غيرِ غَضْبانَ قال : فَيَقُولُونَ ذلكَ حتى يُعْرَجَ بِها إلى السَّماءِ فَيُسْتَفْتَحُ لَهَا ، فَيُقالُ : مَنْ هَذَا ؟ فَيَقُولُونَ : فُلانٌ ، فَيُقال : مَرْحَباً بالنَّفْسِ الطَّيِّبَةِ التي كانَتْ في الجَسَدِ الطَّيِّبِ ، ادْخُلِي حَمِيدَةً ، وأبْشِرِي بِرَوْحٍ وَرَيْحان وَربٍّ غيرِ غَضْبانَ فَيُقالُ لهَا ذلك حتى تَنْتَهِيَ إلى السَّماءِ التي فِيها اللّهُ . وَإذَا كان الرَّجُلُ السُّوءُ قال : اخْرُجِي أيَّتُها النَّفْسُ الخَبِيثَةُ كانَت في الجَسَدِ الخَبِيثِ ، اخْرِجِي ذَمِيمَةً ، وَأبْشِرِي بِحَمِيمٍ وَغَسَّاقٍ وآخَرَ مِنْ شَكْلِهِ أزْوَاجٌ فَيَقُولُونَ ذلكَ حتى تَخْرُجَ ثُمَّ يُعْرَجُ بِها إلى السَّماءِ ، فَيُسْتَفْتَحُ لَها ، فَيُقالُ : من هَذَا ؟ فَيَقُولُون : فُلانٌ ، فَيَقُولُونَ : لا مَرْحَباً بالنَّفْسِ الخَبِيثَةِ كانَتْ فِي الجَسَدِ الخَبِيثِ ، ارجِعِي ذَمِيمَةً فإنَّهُ لا تُفْتَحُ لكِ أبْوابُ السَّماءِ فَتُرسَلُ بينَ السماءِ والأرضِ فَتَصِيرُ إلى القَبْرِ " . حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، قال : ثنا ابن أبي فديك ، قال : ثني ابن أبي ذئب ، عن محمد بن عمرو بن عطاء ، عن سعيد بن يسار ، عن أبي هريرة ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم بنحوه . واختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء الكوفة : « لا يُفْتَحُ لَهُمْ أبْوَابُ السَّماءِ » بالياء من يفتح وتخفيف التاء منها ، بمعنى : لا يفتح لهم جميعها بمرّة واحدة وفتحة واحدة . وقرأ ذلك بعض المدنيين وبعض الكوفيين : { لاتُفَتَّحُ } بالتاء وتشديد التاء الثانية ، بمعنى : لا يفتح لهم باب بعد باب وشيء بعد شيء . قال أبو جعفر : والصواب في ذلك عندي من القول أن يقال : إنهما قراءتان مشهورتان صحيحتا المعنى ، وذلك أن أرواح الكفار لا تفتح لها ولا لأعمالهم الخبيثة أبواب السماء بمرّة واحدة ولا مرّة بعد مرّة وباب بعد باب ، فكلا المعنيين في ذلك صحيح ، وكذلك الياء والتاء في يفتح وتفتح ، لأن الياء بناء على فعل الواحد للتوحيد والتاء ، لأن الأبواب جماعة ، فيخبر عنها خبر الجماعة . القول في تأويل قوله تعالى : { وَلا يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ وكذلكَ نَجْزِي المُجْرِمين } . يقول جلّ ثناؤه : ولا يدخل هؤلاء الذين كذّبوا بآياتنا واستكبروا عنها الجنة التي أعدّها الله لأوليائه المؤمنين أبداً ، كما لا يلج الجمل فِي سَمّ الخياط أبداً ، وذلك ثقب الإبرة . وكلّ ثقب في عين أو أنف أو غير ذلك ، فإن العرب تسميه سَمًّا وتجمعه سُموماً وسِماماً ، والسّمام في جمع السَّمّ القاتل أشهر وأفصح من السموم ، وهو في جمع السَّمّ الذي هو بمعنى الثقب أفصح ، وكلاهما في العرب مستفيض ، وقد يقال لواحد السُّموم التي هي الثقوب : سَمّ وسُمّ بفتح السين وضمها ، ومن السَّمّ الذي بمعنى الثقب قول الفرزدق : @ فَنَفَّسْتُ عَنْ سَمَّيْهِ حتى تَنَفَّسا وَقُلْتُ لهُ لا تَخْشَ شَيْئا وَرَائِيا @@ يعني بسَمَّيه : ثقَبي أنفه . وأما الخِياط : فإنه المِخْيَط وهي الإبرة ، قيل لها : خِيَاط ومخيط ، كما قيل : قِنَاع ومِقْنَع ، وإزار ومِئْزَر ، وقِرَام ومِقْرَم ، ولحاف ومِلْحَف . وأما القرّاء من جميع الأمصار ، فإنها قرأت قوله : { فِي سَمّ الخِياطِ } بفتح السين ، وأجمعت على قراءة « الجَمَل » بفتح الجيم والميم وتخفيف ذلك . وأما ابن عباس وعكرمة وسعيد بن جبير ، فإنه حُكي عنهم أنهم كانوا يقرءون ذلك : « الجُمَّل » بضم الجيم وتشديد الميم ، على اختلاف في ذلك عن سعيد وابن عباس . فأما الذين قرأوه بالفتح من الحرفين والتخفيف ، فإنهم وجهوا تأويله إلى الجمل المعروف وكذلك فسروه . ذكر من قال ذلك : حدثنا يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبد الله في قوله : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمّ الخياطِ } قال : الجمل : ابن الناقة ، أو زوج الناقة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن أبي حصين ، عن إبراهيم ، عن عبد الله : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمّ الخِياطِ } قال : الجمل : زوج الناقة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن سفيان ، عن أبي حصين ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، مثله . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن مهدي ، عن هشيم ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبد الله ، قال : الجمل : زوج الناقة . حدثني المثنى ، قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن مغيرة ، عن إبراهيم ، عن عبد الله مثله . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا قرة ، قال : سمعت الحسن يقول : الجمل الذي يقوم في المربد . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الحسن : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ } قال : حتى يدخل البعير في خرق الإبرة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن مهدي ، عن هشيم ، عن عباد بن راشد ، عن الحسن ، قال : هو الجمل . فلما أكثروا عليه ، قال : هو الأشتر . حدثني المثنى ، قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : ثنا هشيم ، عن عباد بن راشد ، عن الحسن ، مثله . حدثنا المثنى ، قال : ثنا الحجاج ، قال : ثنا حماد ، عن يحيى ، قال : كان الحسن يقرؤها : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ } قال : فذهب بعضهم يستفهمه ، قال : أشتر أشتر . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو النعمان عارم ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن شعيب بن الحَبْحاب ، عن أبي العالية : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ } قال : الجمل : الذي له أربع قوائم . حدثنا الحسن بن يحيى ، قال : أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الثوريّ ، عن أبي حصين ، أو حصين ، عن إبراهيم ، عن ابن مسعود في قوله : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ } قال : زوج الناقة ، يعني الجمل . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا عبيد بن سليمان ، عن الضحاك : أنه كان يقرأ : { الجَمَلُ } وهو الذي له أربع قوائم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو تميلة ، عن عبيد ، عن الضحاك : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ } الذي له أربع قوائم . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا زيد بن الحباب ، عن قرة ، عن الحسن : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ } قال : الذي بالمربد . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن ابن مسعود أنه كان يقرأ : « حتى يَلجَ الجَمَلُ الأصْفَرُ » . حدثنا نصر بن عليّ ، قال : ثنا يحيى بن سليم ، قال : ثنا عبد الكريم بن أبي المخارق ، عن الحسن ، في قوله : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ } قال : الجمل : ابن الناقة ، أو بعل الناقة . وأما الذين خالفوا هذه القراءة فإنهم اختلفوا ، فرُوي عن ابن عباس في ذلك روايتان : إحداهما الموافقة لهذه القراءة وهذا التأويل . ذكر الرواية بذلك عنه : حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ } والجمل : ذو القوائم . وذكر أن ابن مسعود قال ذلك . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ فِي سَمّ الخِياطِ } : هو الجمل العظيم لا يدخل في خرق الإبرة من أجل أنه أعظم منها . والرواية الأخرى ما : حدثني يحيى بن طلحة اليربوعي ، قال : ثنا فضيل بن عياض ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : في قوله : « حتى يَلِجَ الجُمَّلُ فِي سَمّ الخِياطِ » قال : هو قَلْس السفينة . حدثني عبد الأعلى بن واصل ، قال : ثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل ، عن خالد بن عبد الله الواسطي ، عن حنظلة السدوسيّ ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه كان يقرأ : « حتى يَلِجَ الجُمَّلُ فِي سَمّ الخِياطِ » يعني : الحبل الغليظ . فذكرت ذلك للحسن ، فقال : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ } قال عبد الأعلى . قال أبو غسان ، قال خالد : يعني البعير . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أسامة ، عن فضيل ، عن مغيرة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس أنه قرأ : « الجُمَّل » مثقلة ، وقال : هو حبل السفينة . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا ابن مهدي ، عن هشيم ، عن مغيرة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : « الجُمَّل » : حبال السفن . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا يحيى بن آدم ، عن ابن المبارك ، عن حنظلة ، عن عكرمة ، عن ابن عباس : « حتى يَلِجَ الجُمَّلُ فِي سَمّ الخِياطِ » قال : الحبل الغليظ . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا جرير ، عن مغيرة ، عن مجاهد ، عن ابن عباس : « حتى يَلِجَ الجُمَّلُ في سَمّ الخياطِ » قال : هو الحبل الذي يكون على السفينة . واختلف عن سعيد بن جبير أيضاً في ذلك ، فرُوي عنه روايتان إحداهما مثل الذي ذكرنا عن ابن عباس بضمّ الجيم وتثقيل الميم . ذكر الرواية بذلك عنه : حدثنا عمران بن موسى القزّار ، قال : ثنا عبد الوارث بن سعيد ، قال : ثنا حسين المعلم ، عن أبي بشر عن سعيد بن جبير ، أنه قرأها : « حتى يَلِجَ الجُمَّلُ » يعني : قلوس السفن ، يعني الحبال الغلاظ . والأخرى منهما بضم الجيم وتخفيف الميم . ذكر الرواية بذلك عنه : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا يحيى بن واضح ، قال : ثنا عمرو ، عن سالم بن عجلان الأفطس ، قال : قرأت على أبي : « حتى يَلِجَ الجُمَّلُ » فقال : « حتى يَلِجَ الجُمَلُ » خفيفة : هو حبل السفينة ، هكذا أقرأنيها سعيد بن جبير . وأما عكرمة ، فإنه كان يقرأ ذلك : { الجُمَّل } بضمّ الجيم وتشديد الميم ، وبتأوّله كما : حدثني ابن وكيع ، قال : ثنا أبو تُمَيلة ، عن عيسى بن عبيدة ، قال : سمعت عكرمة يقرأ « الجُمَّلُ » مثقلة ، ويقول : هو الحبل الذي يصعد به إلى النخل . حدثنا محمد بن بشار ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا كعب بن فَرُّوخ ، قال : ثنا قتادة ، عن عكرمة ، في قوله : « حتى يَلِجَ الجُمَّلُ فِي سَمّ الخِياطِ » قال : الحبل الغليظ في خرق الإبرة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، في قوله : « حتى يَلِجَ الجُمَّلُ فِي سَمّ الخِياط » قال : حبل السفينة في سَمّ الخياط . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال عبد الله بن كثير : سمعت مجاهداً يقول : الحبل من حبال السفن . وكأن من قرأ ذلك بتخفيف الميم وضمّ الجيم على ما ذكرنا عن سعيد بن جبير على مثال الصُّرَد والجُعَل وجهه إلى جماع جملة من الحبال جمعت جُمَلاً ، كما تجمع الظلمة ظُلَماً والخربة خُرَباً . وكان بعض أهل العربية ينكر التشديد في الميم ، ويقول : إنما أراد الراوي الجُمَل بالتخفيف ، فلم يفهم ذلك منه ، فشدّده . وحُدثت عن الفراء ، عن الكسائي أنه قال : الذي رواه عن ابن عباس كان أعجميًّا . وأما من شدّد الميم وضمّ الجيم ، فإنه وجهه إلى أنه اسم واحد : وهو الحبل أو الخيط الغليظ . قال أبو جعفر : والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار وهو : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمّ الخياطِ } بفتح الجيم والميم من « الجمل » وتخفيفها ، وفتح السين من « السَّمّ » ، لأنها القراءة المستفيضة في قرّاء الأمصار ، وغير جائز مخالفة ما جاءت به الحجة متفقة عليه من القرّاء ، وكذلك ذلك في فتح السين في قوله : { سَمّ الخِياطِ } . وإذ كان الصواب من القراءة ذلك ، فتأويل الكلام : ولا يدخلون الجنة حتى يلج ، والولوج : الدخول من قولهم : وَلَجَ فلان الدار يَلِجُ وُلُوجاً ، بمعنى : دخل الجمل في سَمّ الإبرة وهو ثقبها . { وكذلكَ نَجْزِي المُجْرِمِينَ } يقول وكذلك نثيب الذين أجرموا في الدنيا ما استحقوا به من الله العذاب الأليم في الآخرة . وبمثل الذي قلنا في تأويل قوله : { سَمّ الخياط } قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو أسامة وابن مهدي وسويد الكلبي ، عن حماد بن زيد ، عن يحيى بن عتيق ، قال : سألت الحسن ، عن قوله : { حتى يَلِجَ الجَمَلُ في سَمّ الخياطِ } قال : ثقب الإبرة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا كعب بن فَرُّوخ ، قال : ثنا قتادة ، عن عكرمة : { في سَمّ الخياطِ } قال : ثقب الإبرة . حدثنا محمد بن عبد الأعلى ، قال : ثنا محمد بن ثور ، عن معمر ، عن الحسن ، مثله . حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { في سَمّ الخياط } قال : جحر الإبرة . حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس : { في سَمّ الخياطِ } يقول : جحر الإبرة . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثني عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : { في سَمّ الخياطِ } قال : في ثَقبه .