Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 86-86)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يعنـي بقوله : { وَلا تَقْعُدُوا بِكُلّ صِراطٍ تُوعِدُونَ } : ولا تـجلسوا بكلّ طريق وهو الصراط توعدون الـمؤمنـين بـالقتل . وكانوا فـيـما ذكر يقعدوه علـى طريق من قصد شعيبـاً وأراده لـيؤمن به ، فـيتوعدونه ويخوّفونه ويقولون : إنه كذّاب . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { بِكُلّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ } قال : كانوا يوعدون من أتـى شعيبـاً وغشيه فأراد الإسلام . حدثنـي مـحمد بن سعد ، قال : ثنـي أبـي ، قال : ثنـي عمي ، قال : ثنـي أبـي ، عن أبـيه ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَلا تَقْعَدُوا بِكُلّ صِراطٍ تُوعِدُونَ } والصراط : الطريق ، يخوّفون الناس أن يأتوا شعيبـاً . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالـح ، قال : ثنـي معاوية ، عن علـيّ بن أبـي طلـحة ، عن ابن عبـاس ، قوله : { وَلا تَقْعُدُوا بِكُلّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ } قال : كانوا يجلسون فـي الطريق ، فـيخبرون من أتـى علـيهم أن شعيبـاً علـيه السلام كذّاب ، فلا يفتنْكم عن دينكم . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، فـي قول الله تعالـى : { بِكُل صِراطٍ تُوعِدُونَ } : كلّ سبـيـل حقّ . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، نـحوه . حدثنـي مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن مفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { وَلا تَقْعُدُوا بِكُلّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ } كانوا يقعدون علـى كلّ طريق يوعدون الـمؤمنـين . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن قـيس ، عن السديّ : { وَلا تَقْعُدُوا بِكُلّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ } قال : العشّارون . حدثنا علـيّ بن سهل ، قال : ثنا حجاج ، قال : ثنا أبو جعفر الرازي ، عن الربـيع بن أنس ، عن أبـي العالـية ، عن ابـي هريرة أو غيره ، شكّ أبو جعفر الرازي قال : أتـى النبـيّ صلى الله عليه وسلم لـيـلة أُسري به علـى خشبة علـى الطريق لا يـمرّ بها ثوب إلا شقته ولا شيء إلا خرقته ، قال : " ما هَذَا يا جُبْريـلُ ؟ " قال : هذا مثل أقوام من أمتك يقعدون علـى الطريق فـيقطعونه ثم تلا : { وَلا تَقْعُدُوا بكُلّ صِرَاطٍ تُوعَدُونَ وَتَصُدُّونَ } . وهذا الـخبر الذي ذكرناه عن أبـي هريرة يدلّ علـى أن معناه كان عند أبـي هريرة أن نبـيّ الله شعيبـاً إنـما نهى قومه بقوله : { وَلا تَقْعُدُا بِكُلّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ } عن قطع الطريق ، وأنهم كانوا قطاع الطريق . وقـيـل : { وَلا تَقْعُدُوا بِكُلّ صِراطٍ تُوعِدُونَ } ولو قـيـل فـي غير القرآن : لا تقعدوا فـي كل صراط كان جائزاً فصيحاً فـي الكلام وإنـما جاز ذلك لأن الطريق لـيس بـالـمكان الـمعلوم ، فجاز ذلك كما جاز أن يقال : قعد له بـمكان كذا ، وعلـى مكان كذا ، وفـي مكان كذا . قال : { تُوعِدونَ } ولـم يقل : « تعدون » ، لأن العرب كذلك تفعل فـيـما أبهمت ولـم تفصح به من الوعيد ، تقول : « أوعدته » بـالألف « وتقدّم منـي إلـيه وعيد » ، فإذا بـينتْ عما أوعدت وأفصحت به ، قالت : « وعدته خيراً ، ووعدته شرًّا » بغير ألف ، كما قال جلّ ثناؤه : { النَّارُ وَعَدَها اللّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا } وأما قوله : { وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ } فإنه يقول : وتردّون عن طريق الله وهو الردّ عن الإيـمان بـالله والعمل بطاعته من آمن به ، يقول : تردّون عن طريق الله من صدّق بـالله ووحده . { وتَبْغُونَها عِوَجاً } يقول : وتلتـمسون لـمن سلك سبـيـل الله وآمن به وعمل بطاعته ، عوجاً عن القصد والـحقّ إلـى الزَّيغ والضلال . كما : حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : { وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ } قال : أهلها ، { وتَبْغُونَها عِوَجاً } تلتـمسون لها الزيغ . حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، بنـحوه . حدثنا مـحمد بن عبد الأعلـى ، قال : ثنا مـحمد بن ثور ، عن معمر ، عن قتادة : { وتَبْغُونَها عِوَجاً } قال : تبغون السبـيـل عن الـحقّ عوجاً . حدثنـي مـحمد بن الـحسين ، قال : ثنا أحمد بن الـمفضل ، قال : ثنا أسبـاط ، عن السديّ : { وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِـيـلِ اللّهِ } عن الإسلام تبغون السبـيـل { عِوَجاً } : هلاكاً . وقوله : { وَاذْكُرُوا إذْ كُنْتُـمْ قَلِـيلاً فَكَثَّرَكُمْ } يذكرهم شعيب نعمة الله عندهم بأن كثر جماعتهم بعد أن كانوا قلـيلاً عددهم ، وأن رفعهم من الذلة والـخساسة . يقول لهم : فـاشكروا الله الذي أنعم علـيكم بذلك وأخـلصوا له العبـادة ، واتقوا عقوبته بـالطاعة ، واحذروا نقمته بترك الـمعصية . { وَانْظُروا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الـمُفْسِدِينَ } يقول : وانظروا ما نزل بـمن كان قبلكم من الأمـم حين عتوا علـى ربهم وعصوا رسله من الـمثلات والنقمات ، وكيف وجدوا عقبى عصيانهم إياه ، ألـم يهلك بعضهم غرقاً بـالطوفـان وبعضهم رجماً بـالـحجارة وبعضهم بـالصيحة ؟ والإفساد فـي هذا الـموضع معناه : معصية الله .