Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 70, Ayat: 36-39)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : فما شأن الذين كفروا بالله قبلك يا محمد مهطعين وقد بيَّنا معنى الإهطاع ، وما قال أهل التأويل فيه فيما مضى بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع ، غير أنا نذكر في هذا الموضع بعض ما لم يذكره هنالك . فقال قتادة فيه ما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله { فَمَا لِلَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ } يقول : عامدين . وقال ابن زيد فيه ما : حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، قوله : { فَما لِلَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ } قال : المهطع : الذي لا يطرف . وكان بعض أهل المعرفة بكلام العرب من أهل البصرة يقول : معناه : مسرعين . ورُوي فيه عن الحسن ما : حدثنا به ابن بشار ، قال : ثنا أبو عامر ، قال : ثنا قُرة ، عن الحسن ، في قوله : { فمَا لِلَّذِين كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِين } قال : منطلقين . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا حماد بن مسعدة ، قال : ثنا قرة ، عن الحسن ، مثله . وقوله : { عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِين } يقول : عن يمينك يا محمد ، وعن شمالك متفرّقين حلقاً ومجالس ، جماعة جماعة ، معرضين عنك وعن كتاب الله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { فمَا لِلَّذِين كَفَرُوا قِبَلَك مُهْطِعِين } قال : قبلك ينظرون { عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ } قال : العزين : العصب من الناس عن يمين وشمال ، معرضين عنه ، يستهزئون به . حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ } قال : مجالس مجنبين . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : فَمَما لِلَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطعِينَ يقول : عامدين { عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ } : أي فرقاً حول نبيّ الله صلى الله عليه وسلم ، لا يرغبون في كتاب الله ولا في نبيه . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قوله : { عزِينَ } قال : العزين : الحلق المجالس . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { عِزِينَ } قال : حلقاً ورفقاء . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ } قال : العزين : المجلس الذي فيه الثلاثة والأربعة ، والمجالس الثلاثة والأربعة أولئك العزون . حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري ، قال : أخبرنا أبو الأحوص ، عن عاصم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة يرفعه قال : « مالي أرَاكُمْ عِزِينَ » والعزين : الحلق المتفرّقة . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا مؤمل ، قال : ثنا شقيق ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم خرج على أصحابه وهم حِلَق حِلَق ، فقال : " مالي أرَاكمْ عِزِينَ " حدثني أبو حُصين ، قال : ثنا عبثر ، قال : ثنا الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة الطائي ، عن جابر بن سمرة ، قال : دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن متفرّقون ، فقال : " مالَكُمْ عِزِينَ " حدثني عبد الله بن محمد بن عمرو الغزي ، قال : ثنا الفريابي ، قال : ثنا سفيان ، عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة ، عن جابر من سمرة ، قال : جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ناس من أصحابه وهم جلوس ، فقال : " مالي أرَاكُمْ عِزِينَ حِلَقاً " حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة ، عن جابر بن سمرة ، قال : جاء النبيّ صلى الله عليه وسلم إلى ناس من أصحابه وهم جلوس ، فقال : " مالي أرَاكُمْ عِزِينَ حِلَقاً " حدثني ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن المسيب بن رافع ، عن تميم بن طرفة الطائي ، قال : ثنا جابر بن سمرة أن النبيّ صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وهم حلق ، فقال : " مالي أرَاكُمْ عِزِينَ " يقول : حلقاً ، يعني قوله : { عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ } . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا أبو عامر ، قال : ثنا قرة ، عن الحسن ، في قوله : { عَنِ اليَمِينِ وعَنِ الشّمالِ عِزِينَ } قال : عزين : متفرّقين ، يأخذون يميناً وشمالاً ، يقولون : ما قال هذا الرجل ؟ حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا حماد بن مسعدة ، قال : ثنا قرة ، عن الحسن ، مثله . وواحد العزين : عزوة ، كما واحد الثّبين ثُبَة ، وواحد الكُرين كرة . ومن العِزين قول راعي الإبل : @ أخَلِيفَةُ الرَّحْمَنِ إنَّ عَشِيرَتِي أمسَى سَوَامُهُمُ عِزِينَ فُلُولا @@ وقوله : { أيَطْمَعُ كُلُّ امْرِىءٍ مِنْهُمُ أنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } يقول : أيطمع كلّ امرىء من هؤلاء الذين كفروا قبلك مهطعين أن يُدخله الله جنة نعيم : أي بساتين نعيم ينعم فيها . واختلف القرّاء في قراءة قوله : { أنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ } فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار : { يُدْخَلَ } بضمّ الياء على وجه ما لم يسمّ فاعله ، غير الحسن وطلحة بن مصرف ، فإنه ذكر عنهما أنهما كانا يقرآنه بفتح الياء ، بمعنى : أيطمع كلّ امرىء منهم أن يدخل كلّ امرىء منهم جنة نعيم . والصواب من القراءة في ذلك ما عليه قرّاء الأمصار ، وهي ضمّ الياء لإجماع الحجة من القرّاء عليه . وقوله : { كَلاَّ إنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ } يقول عزّ وجلّ : ليس الأمر كما يطمع فيه هؤلاء الكفار من أن يدخل كلّ امرىء منهم جنة نعيم . وقوله : { إنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ } يقول جلّ وعزّ : إنا خلقناهم من منيّ قذر ، وإنما يستوجب دخول الجنة من يستوجبه منهم بالطاعة ، لا بأنه مخلوق ، فكيف يطمعون في دخول الجنة وهم عصاة كفرة . وقد : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة قوله : { إنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا يَعْلَمونَ } إنما خُلقتَ من قَذرٍ يا ابن آدم ، فاتق الله .