Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 77, Ayat: 20-24)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : { أَلمْ نَخْلُقْكُمْ } أيها الناس { مِنْ ماءٍ مَّهِينٍ } يعني من نطفة ضعيفة ، كما : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { أَلمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ } يعني بالمهين : الضعيف . وقوله : { فَجَعَلْناهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ } يقول : فجعلنا الماء المَهِين في رحمٍ استقرّ فيها فتمكن . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { فِي قَرَارٍ مَكِينٍ } قال : الرحم . وقوله : إلى { قَدَرٍ مَعْلُومٍ } يقول : إلى وقت معلوم لخروجه من الرحم عند الله ، { فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ } اختلفت القرّاء في قراءة ذلك ، فقرأته عامة قرّاء المدينة : « فَقَدَّرْنا » بالتشديد . وقرأ ذلك عامة قرّاء الكوفة والبصرة بالتخفيف . والصواب من القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان ، فبأيتهما قرأ القارىء فمصيب ، وإن كنت أوثر التخفيف لقوله : { فَنِعْمَ القادِرُونَ } ، إذ كانت العرب قد تجمع بين اللغتين ، كما قال : { فَمَهِّلِ الْكافِرِينَ أمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } فجمع بين التشديد والتخفيف ، كما قال الأعشى : @ وأنْكَرَتْنِي وَما كانَ الَّذِي نَكِرَتْ مِنَ الْحَوَادِثِ إلاَّ الشَّيْبَ والصَّلَعا @@ وقد يجوز أن يكون المعنى في التشديد والتخفيف واحداً . فإنه محكيّ عن العرب ، قُدِر عليه الموت ، وقُدِّر بالتخفيف والتشديد . وعنى بقوله : { فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ } ما : حدثنا به ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن ابن المبارك عن جويبر ، عن الضحاك { فَقَدَرْنا فَنِعْمَ الْقادِرُونَ } قال : فملكنا فنعم المالكون . وقوله : { وَيْلٌ يَوْمَئٍذٍ للْمُكَذِّبِينَ } يقول جلّ ثناؤه : ويل يومئذ للمكذّبين بأن الله خلقهم من ماء مهين .