Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 77, Ayat: 46-49)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره تهدّداً ووعيداً منه للمكذّبين بالبعث : كلوا في بقية آجالكم ، وتمتعوا ببقية أعماركم { إنَّكُمْ مُجْرِمُونَ } مَسْنُونٌ بكم سنة من قبلكم من مجرمي الأمم الخالية التي متعت بأعمارها إلى بلوغ كتبها آجالها ، ثم انتقم الله منها بكفرها ، وتكذيبها رسلها . حدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، في قوله : { كُلُوا وتَمَتَّعُوا قَلِيلاً إنِّكُم مُجْرِمُونَ } قال : عُني به أهل الكفر . وقوله : { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ } يقول تعالى ذكره : ويل يومئذ للمكذبين الذين كذّبوا خبر الله الذي أخبرهم به عما هو فاعل بهم في هذه الآية . وقوله : { وَإذَا قِيلَ لهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ } يقول تعالى ذكره : وإذا قيل لهؤلاء المجرمين المكذّبين بوعيد الله أهل التكذيب به : اركعوا ، لا يركعون . واختلف أهل التأويل في الحين الذي يقال لهم فيه ، فقال بعضهم : يقال ذلك في الآخرة حين يُدْعون إلى السجود فلا يستطيعون . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ } يقول : يُدْعون يوم القيامة إلى السجود فلا يستطيعون السجود من أجل أنهم لم يكونوا يسجدون لله في الدنيا . وقال آخرون : بل قيل ذلك لهم في الدنيا . ذكر من قال ذلك : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَإذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ } عليكم بحسن الركوع ، فإن الصلاة من الله بمكان . وقال قتادة عن ابن مسعود ، أنه رأى رجلاً يصلي ولا يركع ، وآخر يجرّ إزاره ، فضحك ، قالوا : ما يُضحكك ؟ قال : أضحكني رجلان ، أما أحدهما فلا يقبل الله صلاته ، وأما الآخر فلا ينظر الله إليه . وقيل : عُنِي بالركوع في هذا الموضع الصلاة . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : { وَإذَا قِيلَ لَهُمْ ارْكَعُوا لا يَرْكَعُونَ } قال : صَلُّوا . وأولى الأقوال في ذلك أن يقال : إن ذلك خبر من الله تعالى ذكره عن هؤلاء القوم المجرمين أنهم كانوا له مخالفين في أمره ونهيه ، لا يأتمرون بأمره ، ولا ينتهون عما نهاهم عنه . وقوله : { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ للْمُكَذِّبِينَ } يقول : ويل للذين كذّبوا رسل الله ، فردّوا عليهم ما بلغوا من أمر الله إياهم ، ونهيه لهم .