Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 22-22)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالـى ذكره : إن شرّ ما دبّ علـى الأرض من خـلق الله عند الله الذين يصغون عن الـحق لئلا يستـمعوه فـيعتبروا به ويتعظوا به وينكصون عنه إن نطقوا به ، الذين لا يعقلون عن الله أمره ونهيه ، فـيستعملوا بهما أبدانهم . وبنـحو الذي قلنا فـي ذلك قال أهل التأويـل . ذكر من قال ذلك : حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { إنَّ شَرّ الدَّوَابّ عِنْدَ الله } قال : الدوابّ : الـخـلق . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، قال : قال ابن جريج ، عن عكرمة ، قال : وكانوا يقولون : إنا صمّ بكم عما يدعونا إلـيه مـحمد ، لا نسمعه منه ، ولا نـجيبه به بتصديق . فقتلوا جميعاً بأُحد ، وكانوا أصحاب اللواء . حدثنـي مـحمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد : الصمّ البكم : الذين لا يعقلون ، قال : الذين لا يتبعون الـحقّ . حدثنـي يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : قال ابن زيد ، فـي قوله : { إنَّ شَرّ الدَّوَابّ عِنْدَ اللّهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ } ولـيس بـالأصمّ فـي الدنـيا ولا بـالأبكم ، ولكن صمّ القلوب وبكمها وعميها . وقرأ : { فإنَّها لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلكِنْ تَعْمَى القُلُوبُ التـي فِـي الصُّدُورِ } واختلف فـيـمن عنـي بهذه الآية ، فقال بعضهم : عنـي بها نفر من الـمشركين . ذكر من قال ذلك : حدثنـي الـمثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قال : قال ابن عبـاس : الصمّ البكم الذين لا يعقلون : نفر من بنـي عبد الدار ، لا يتبعون الـحقّ . قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله ، عن ورقاء ، عن ابن أبـي نـجيح ، عن مـجاهد ، قوله : { الصُّمُّ البُكُمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ } قال : لا يتبعون الـحقّ . قال : قال ابن عبـاس : هم نفر من بنـي عبد الدار . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الـحسين ، قال : ثنـي حجاج ، عن ابن جريج ، عن مـجاهد ، نـحوه . وقال آخرون : عنـي بها الـمنافقون . ذكر من قال ذلك : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا سلـمة ، عن ابن إسحاق : { إنَّ شَرَّ الدَّوَابّ عِنْدَ اللّهِ الصُّمُّ البُكْمُ الَّذين لا يَعْقِلُونَ } : لا يعرفون ما علـيهم فـي ذلك من النعمة والسعة . وأولـى القولـين فـي ذلك بـالصواب قول من قال بقول ابن عبـاس ، وأنه عنـي بهذه الآية مشركو قريش ، لأنها فـي سياق الـخبر عنهم .