Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 71-71)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره لنبيه : وإن يرد هؤلاء الأسارى الذين في أيديكم خيانتك : أي الغدر بك والمكر والخداع ، بإظهارهم لك بالقول خلاف ما في نفوسهم ، { فَقَدْ خَانُوا الله مِنْ قَبْلُ } يقول : فقد خالفوا أمر الله ممن قبل وقعة بدر ، وأمكن منهم ببدر المؤمنين . { والله عَلِيمٌ } بما يقولون بألسنتهم ويضمرونه في نفوسهم ، { حَكِيمٌ } في تدبيرهم وتدبير أمور خلقه سواهم . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء الخراساني ، عن ابن عباس : { وَإنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ } يعني : العباس وأصحابه في قولهم : آمنا بما جئت به ، ونشهد أنك رسول الله ، لننصحن لك على قومنا يقول : إن كان قولهم خيانة فقد خانوا الله من قبل ، { فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ } يقول : قد كفروا وقاتلوك ، فأمكنك الله منهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { وَإنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ … } الآية . قال : ذكر لنا أن رجلاً كتب لنبيّ الله صلى الله عليه وسلم ، ثم عمد فنافق ، فلحق بالمشركين بمكة ، ثم قال : ما كان محمد يكتب إلا ما شئتُ فلما سمع ذلك رجل من الأنصار ، نذر لئن أمكنه الله منه ليضربنه بالسيف . فلما كان يوم الفتح أمَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، ومقيس بن صُبابة ، وابن خطل ، وامرأة كانت تدعو على النبيّ صلى الله عليه وسلم كل صباح . فجاء عثمان بابن أبي سرح ، وكان رضيعه أو أخاه من الرضاعة ، فقال : يا رسول الله هذا فلان أقبل تائباً نادماً ، فأعرض نبيّ الله صلى الله عليه وسلم . فلما سمع به الأنصاريّ أقبل متقلداً سيفه ، فأطاف به ، وجعل ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجاء أن يومىء إليه . ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم يده فبايعه ، فقال : " أَمَا والله لقد تَلَوَّمْتُكَ فيه لتُوفي نَذْرَكَ " فقال : يا نبيّ الله إني هبتك ، فلولا أومضت إليّ فقال : " إنّه لا يَنْبَغي لِنَبيّ أنْ يُومِضَ " حدثني محمد بن الحسين ، قال : ثنا أحمد بن المفضل ، قال : ثنا أسباط ، عن السديّ : { وَإنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأمْكَنْ مِنْهُمْ } يقول : قد كفروا بالله ونقضوا عهده ، فأمكن منهم ببدر .