Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 83, Ayat: 33-36)
Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
يقول تعالى ذكره : { فالْيَوْمَ } وذلك يوم القيامة { الَّذِينَ آمَنُوا } بالله في الدنيا { مِنَ الكُفَّارِ } فيها { يَضْحَكُونَ على الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ } يقول : على سررهم التي في الحِجال ينظرون إليهم ، وهم في الجنة ، والكفار في النار يُعَذّبون . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : { فالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ } قال : يعني السُّرر المرفوعة عليها الحِجال . وكان ابن عباس يقول : إن السور الذي بين الجنة والنار يُفتح لهم فيه أبواب ، فينظر المؤمنون إلى أهل النار ، والمؤمنون على السرر ينظرون كيف يعذّبون ، فيضحكون منهم ، فيكون ذلك مما أقرّ الله به أعينهم ، كيف ينتقم الله منهم . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة { فالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } ذُكر لنا أن كعباً كان يقول : إن بين الجنة والنار كُوًى ، فإذا أراد المؤمن أن ينظر إلى عدوّ كان له في الدنيا ، اطلع من بعض الكُوى ، قال الله جلّ ثناؤه : { فاطَّلَعَ فَرآهُ فِي سَوَاءِ الجَحِيمِ } أي في وسط النار . وذُكر لنا أنه رأى جماجم القوم تغلي . حدثنا ابن عبد الأعلى ، قال : ثنا ابن ثور ، عن معمر ، عن قتادة ، قال كعب : إن بين أهل الجنة وبين أهل النار كُوًى ، لا يشاء رجل من أهل الجنة أن ينظر إلى غيره من أهل النار إلاَّ فعل . حُدثت عن الحسين ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد ، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : { فالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ } كان ابن عباس يقول : السُّور بين أهل الجنة والنار ، فيفتح لأهل الجنة أبواب ، فينظرون وهم على السُّرر إلى أهل النار كيف يعذّبون ، فيضحكون منهم ، ويكون ذلك مما يقرّ الله به أعينهم أن ينظروا إلى عدوّهم كيف ينتقم الله منهم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان { فالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ } قال : يُجاء بالكفار ، حتى ينظروا إلى أهل الجنة في الجنة ، على سُرر ، فحين ينظرون إليهم تغلق دونهم الأبواب ، ويضحك أهل الجنة منهم ، فهو قوله : { فالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الكُفَّارِ يَضْحَكُونَ عَلى الأرَائِكِ يَنْظُرُونَ } . وقوله : { هَلْ ثُوِّبَ الكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ } يقول تعالى ذكره : هل أثيب الكفار وجُزُوا ثواب ما كانوا في الدنيا يفعلون بالمؤمنين من سخريتهم منهم ، وضحكهم بهم ، بضحك المؤمنين منهم في الآخرة ، والمؤمنون على الأرائك ينظرون ، وهم في النار يعذّبون . { و ثُوِّب } فعل من الثواب والجزاء ، يقال منه : ثوّب فلان فلاناً على صنيعه ، وأثابه منه . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك : حدثني محمد بن عمرو ، قال : ثنا أبو عاصم ، قال : ثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : ثنا الحسن ، قال : ثنا ورقاء ، جميعاً عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد { هَلْ ثُوِّبَ الكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ } قال : جُزي . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا مهران ، عن سفيان : { هَلْ ثُوِّبَ الكُفَّارُ ما كانُوا يَفْعَلُونَ } حين كانوا يسخرون .