Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 112-112)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره : إن الله اشترى من المؤمنين التائبين العابدين أنفسهم وأموالهم ولكنه رفع ، إذ كان مبتدأ به بعد تمام أخرى مثلها ، والعرب تفعل ذلك ، وقد تقدم بياننا ذلك في قوله : صُمّ بُكْمٌ عُمْيٌ بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . ومعنى التائبون : الراجعون مما كرهه الله وسخطه إلى ما يحبه ويرضاه . كما : حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام بن سلم ، عن ثعلبة بن سهيل ، قال : قال الحسن في قول الله : { التَّائِبُونَ } قال : تابوا إلى الله من الذنوب كلها / حدثنا سوار بن عبد الله العنبري ، قال : ثني أبي ، عن أبي الأشهب ، عن الحسن ، أنه قرأ : { التَّائِبُونَ العَابِدُونَ } قال : تابوا من الشرك وبرئوا من النفاق . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبو سلمة ، عن أبي الأشهب ، قال : قرأ الحسن : { التَّائِبُونَ العَابِدُونَ } قال : تابوا من الشرك وبرئوا من النفاق . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا منصور ، بن هارون ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن أبي رجاء عن الحسن ، قال : التائبون من الشرك . حدثنا الحرث ، قال : ثنا عبد العزيز ، قال : ثنا جرير بن حازم ، قال : سمعت الحسن قرأ هذه الآية : { التَّائِبُونَ العَابِدُونَ } قال الحسن : تابوا والله من الشرك ، وبرئوا من النفاق . حدثنا بشر بن معاذ ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : { التَّائِبُونَ } قال : تابوا من الشرك ثم لم ينافقوا في الإسلام . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنا حجاج ، عن ابن جريج : { التَّائِبُونَ } قال : الذين تابوا من الذنوب ثم لم يعودوا فيها . وأما قوله : { العَابِدُونَ } فهم الذين ذلوا خشية لله وتواضعاً له ، فجدّوا في خدمته . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { العَابِدُونَ } : قوم أخذوا من أبدانهم في ليلهم ونهارهم . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن ثعلبة بن سهيل ، قال : قال الحسن في قول الله { العَابِدُونَ } قال : عبدوا الله على أحايينهم كلها في السرّاء والضرّاء . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني منصور بن هارون ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن أبي رجاء ، عن الحسن : { العَابِدُونَ } قال : العابدون لربهم . وأما قوله : { الحَامِدُونَ } فإنهم الذين يحمدون الله على كلّ ما امتحنهم به من خير وشرّ . كما : حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : { الحَامِدُونَ } قوم حمدوا الله على كل حال . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن ثعلبة ، قال : قال الحسن : { الحَامِدُونَ } : الذين حمدوا الله على أحايينهم كلها في السرّاء والضرّاء . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني منصور بن هارون ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن أبي رجاء ، عن الحسن : الحامِدُونَ قال : الحامدون على الإسلام . وأما قوله : { السَّائِحُونَ } فإنهم الصائمون . كما : حدثني محمد بن عيسى الدامغاني وابن وكيع ، قالا : ثنا سفيان ، عن عمرو ، عن عبيد بن عمير وحدثني يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحرث ، عن عمرو ، عن عبيد بن عمير ، قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن السائحين ، فقال : " هُمُ الصَّائمُونَ " . حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع ، قال : ثنا حكيم بن حزام ، قال : ثنا سليمان ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السَّائِحُونَ هُمُ الصَّائمُونَ " . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا إسرائيل ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : السَّائِحُونَ : الصائمون . حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا عبد الرحمن ، قال : ثنا سفيان ، عن عاصم ، عن زر ، عن عبد الله ، قال : { السَّائِحُونَ } الصائمون . قال : ثنا يحيى ، قال : ثنا سفيان ، قال : ثني عاصم ، عن زرّ ، عن عبد الله ، بمثله . حدثني محمد بن عمارة الأسدي ، قال : ثنا عبيد الله ، قال : أخبرنا شيبان ، عن أبي إسحاق ، عن أبي عبد الرحمن ، قال : السياحة : الصيام . حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا ابن عطية ، قال : ثنا إسرائيل ، عن أشعث ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : { السَّائِحُونَ } : الصائمون . حدثني ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن أبيه ، وإسرائيل عن أشعث ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : { السَّائِحُونَ } : الصائمون . حدثنا المثنى ، قال : ثنا الحماني ، قال : ثنا إسرائيل ، عن أشعث ، عن سعيد بن جبير ، قال : { السَّائِحُونَ } : الصائمون . حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا إسرائيل ، عن أشعث بن أبي الشعثاء ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، مثله . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا أبي ، عن سفيان ، عن زرّ ، عن عبد الله ، مثله . قال : ثنا أبي ، عن أبيه ، عن إسحاق ، عن عبد الرحمن ، قال : { السَّائِحُونَ } : هم الصائمون . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { السَّائِحُونَ } قال : يعني بالسائحين الصائمين . حدثنا ابن وكيع ، قال : ثنا عبد الله ، عن إسرائيل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قال : { السَّائِحُونَ } هم الصائمون . حدثني المثنى ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : السَّائِحُونَ الصائمون . قال : ثنا عبد الله ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس ، قال : كلّ ما ذكر الله في القرآن السياحة : هم الصائمون . قال : ثنا أبي عن المسعودي ، عن أبي سنان ، عن ابن أبي الهذيل ، عن أبي عمرو العبدي ، قال : { السَّائِحُونَ } : الذي يديمون الصيام من المؤمنين . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام عن ثعلبة بن سهيل ، قال : قال الحسن : { السَّائِحُونَ } الصائمون . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثنى منصور بن هارون ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن أبي رجاء ، عن الحسن ، قال : { السَّائِحُونَ } : الصائمون ، شهر رمضان . حدثنا ابن وكيع قال : ثنا أبو خالد ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قال : { السَّائِحُونَ } الصائمون . قال : ثنا أبو أسامة ، عن جويبر ، عن الضحاك ، قال : كلّ شيء في القرآن السَّائِحُونَ فإنه الصائمون . حدثني المثنى ، قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن جويبر ، عن الضحاك : السَّائِحُونَ الصائمون . حُدثت عن الحسين بن الفرج ، قال : سمعت أبا معاذ يقول : أخبرنا عبيد ، قال سمعت الضحاك يقول في قوله : { السَّائِحُونَ } يعني : الصائمين . حدثنا ابن وكيع قال : ثنا ابن نمير ويعلى وأبو أسامة ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، قال : { السَّائِحُونَ } الصائمون . حدثني المثنى ، قال : ثنا عمرو بن عون ، قال : أخبرنا هشيم ، عن عبد الملك ، عن عطاء ، مثله . قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا عبد الله بن الزبير ، عن ابن عيينة ، قال : ثنا عمرو أنه سمع وهب بن منبه يقول : كانت السياحة في بني إسرائيل ، وكان الرجل إذا ساح أربعين سنة رأى ما كان يرى السائحون قبله ، فساح ولد بغيّ أربعين سنة فلم ير شيئا ، فقال : أي ربّ أرأيت إن أساء أبواي وأحسنت أنا ؟ قال : فأُري ما رأي السائحون قبله . قال ابن عيينة : إذا ترك الطعام والشراب والنساء فهو السائح . حدثنا بشر ، قال : ثنا يزيد ، قال : ثنا سعيد ، عن قتادة : السائحون قوم أخذوا من أبدانهم صوماً لله . حدثنا أحمد بن إسحاق ، قال : ثنا أبو أحمد ، قال : ثنا إبراهيم بن زيد ، عن الوليد بن عبد الله ، عن عائشة ، قالت : سياحة هذه الأمة : الصيام . وقوله : { الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ } يعني : المصلين الراكعين في صلاتهم الساجدين فيها . كما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني منصور بن هارون ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن أبي رجاء ، عن الحسن : ر الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ قال : الصلاة المفروضة . وأما قوله : { الآمِرُونَ بالمَعْرُوفِ والنَّاهُونَ عَنِ المُنْكَرِ } فإنه يعني أنهم يأمرون الناس بالحق في أديانهم ، واتباع الرشد والهدى والعمل ، وينهونهم عن المنكر وذلك نهيهم الناس عن كلّ فعل وقول نهى الله عباده عنه . وقد روي عن الحسن في ذلك ما : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني منصور بن هارون ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن أبي رجاء ، عن الحسن : { الآمِرُونَ بالمَعْرُوفِ } لا إله إلا الله . والنَّاهُونَ عَنِ المُنْكَرِ عن الشرك . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن ثعلبة بن سهيل ، قال الحسن ، في قوله : { الآمِرُونَ بالمَعْرُوفِ } قال : أما إنهم لم يأمروا الناس حتى كانوا من أهلها . { والنَّاهُونَ عَنِ المُنْكَرِ } قال : أما إنهم لم ينهوا عن المنكر حتى انتهوا عنه . حدثني المثنى ، قال : ثنا إسحاق ، قال : ثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، عن أبي العالية ، قال : كلّ ما ذكر في القرآن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فالأمر بالمعروف : دعاء من الشرك إلى الإسلام والنهي عن المنكر : نهي عن عبادة الأوثان والشياطين . وقد دللنا فيما مضى قبل على صحة ما قلنا من أن الأمر بالمعروف هو كلّ ما أمر الله به عباده أو رسوله صلى الله عليه وسلم ، والنهي عن المنكر هو كلّ ما نهى الله عنه عباده أو رسوله . وإذ كان ذلك كذلك ولم يكن في الآية دلالة على أنها عنى بها خصوص دون عموم ولا خبر عن الرسول ولا في فطرة عقل ، فالعموم بها أولى لما قد بينا في غير موضع من كتبنا . وأما قوله : والحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ فإنه يعني : المؤدّونَ فَرَائِضَ الله ، المنتهون إلى أمره ونهيه ، الذين لا يضيعون شيئا ألزمهم العمل به ولا يركبون شيئا نهاهم عن ارتكابه . كالذي : حدثني المثنى ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثني معاوية ، عن عليّ ، عن ابن عباس : { والحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ } يعني : القائمين على طاعة الله ، وهو شرط اشترطه على أهل الجهاد إذا وفوا الله بشرطه وفى لهم شرطهم . حدثني محمد بن سعد ، قال : ثني أبي ، قال : ثني عمي ، قال : ثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس : { والحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ } قال : القائمون على طاعة الله . حدثنا ابن حميد ، قال : ثنا حكام ، عن ثعلبة ، بن سهيل ، قال : الحسن ، في قوله : { والحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ } قال : القائمون على أمر الله . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني منصور بن هارون ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن أبي رجاء ، عن الحسن : { والحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ } قال : لفرائض الله . وأما قوله : { وَبَشِّرِ المُوءْمِنِينَ } فإنه يعني : وبشر المصدقين بما وعدهم الله إذا هم وفوا الله بعهده أنه موف لهم بما وعدهم من إدخالهم الجنة . كما : حدثنا ابن بشار ، قال : ثنا هودة بن خليفة ، قال : ثنا عوف ، عن الحسن : { إنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ المُوءْمِنِينَ أنْفُسَهُمْ … } حتى ختم الآية ، قال : الذين وفوا ببيعتهم { التَّائِبُونَ العَابِدُونَ الحامدُونَ } ، حتى ختم الآية ، فقال : هذا عملهم وسيرهم في الرخاء ، ثم لقوا العدّو فصدّقوا ما عاهدوا الله عليه . وقال بعضهم : معنى ذلك : وبشر من فعل هذه الأفعال ، يعني قوله : { التَّائِبُونَ العَابِدُونَ … } إلى آخر الآية ، وإن لم يغزوا . ذكر من قال ذلك : حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني منصور بن هارون ، عن أبي إسحاق الفزاري ، عن أبي رجاء ، عن الحسن : { وَبَشِّرِ المُؤمِنِينَ } قال : الذين لم يغزوا .