Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 9, Ayat: 53-53)

Tafsir: Ǧāmiʿ al-bayān ʿan taʾwīl āy al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : قل يا محمد لهؤلاء المنافقين : أنفقوا كيف شئتم أموالكم في سفركم هذا وغيره ، وعلى أيّ حال شئتم من حال الطوع والكره ، فإنكم إن تنفقوها لَن يَتَقَبَّل الله مِنْكُم نفقاتكم ، وأنتم في شكّ من دينكم وجهل منكم بنبوة نبيكم وسوء معرفة منكم بثواب الله وعقابه . { إنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ } يقول : خارجين عن الإيمان بربكم . وخرج قوله : { أنْفِقُوا طَوْعاً أوْ كَرْهاً } مخرج الأمر ومعناه الخبر ، والعرب تفعل ذلك في الأماكن التي يحسن فيها « إن » التي تأتي بمعنى الجزاء ، كما قال جلّ ثناؤه : { اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ } فهو في لفظ الأمر ومعناه الخبر ، ومنه قول الشاعر : @ أسِيِئي بِنا أوْ أحْسِني لا مَلُومَة لَدَيْنا وَلا مَقْلِيَّةً إنْ تَقَلَّتِ @@ فكذلك قوله : { أنْفِقُوا طَوْعاً أوْ كَرْهاً } إنما معناه : إن تنفقوا طوعاً أو كرهاً ، { لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ } . وقيل : إن هذه الآية نزلت في الجدّ بن قيس حين قال للنبيّ صلى الله عليه وسلم لما عرض عليه النبيّ صلى الله عليه وسلم الخروج معه لغزو الروم : هذا مالي أعينك به . حدثنا القاسم ، قال : ثنا الحسين ، قال : ثني حجاج ، عن ابن جريج ، قال : قال ابن عباس : قال الجدّ بن قيس : إني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن ، ولكن أعينك بمالي قال : ففيه نزلت { أنْفِقُوا طَوْعاً أوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ } قال : لقوله : أعينك بمالي .