Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 98-104)

Tafsir: Tafsīr al-Qurʾān

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ ٱللَّهِ } بمحمد والقرآن { وَٱللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ } في الكفر من الكتمان والمعاصي { قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ } تصرفون { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } عن دين الله وطاعته { مَنْ آمَنَ } بالله وبمحمد والقرآن { تَبْغُونَهَا عِوَجاً } تطلبونها غياً وزيفاً { وَأَنْتُمْ شُهَدَآءُ } تعلمون ذلك في الكتاب . { وَمَا ٱللَّهُ بِغَافِلٍ } بساه { عَمَّا تَعْمَلُونَ } في الكفر من الكتمان والمعاصي نزلت هذه الآية في الذين دعوا عماراً وأصحابه إلى دينهم اليهودية { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً } طائفة { مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } أعطوا التوراة { يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ } بالله وبمحمد { كَافِرِينَ } حتى تكونوا كافرين بالله وبمحمد { وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ } بالله على وجه التعجب { وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ } تقرأ { عَلَيْكُمْ آيَاتُ ٱللَّهِ } القرآن بالأمر والنهي { وَفِيكُمْ } معكم { رَسُولُهُ } محمد { وَمَن يَعْتَصِم بِٱللَّهِ } ومن يتمسك بدين الله وكتابه { فَقَدْ هُدِيَ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } فقد أرشد إلى طريق قائم بيضاء وهو الإسلام ويقال فقد ثبت عليه . نزلت هذه الآية في معاذ وأصحابه ، ثم نزل في أوس وخزرج لخصومة كانت بينهم في الإسلام افتخر فيهم ثعلبة بن غنم وسعد بن أبي زيادة بالقتل والغارة في الجاهلية فقال { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } أطيعوا الله { حَقَّ تُقَاتِهِ } وحق تقاته أن يطاع فلا يعصى وأن يشكر فلا يكفر وأن يذكر فلا ينسى ويقال أطيعوا الله كما ينبغي { وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُّسْلِمُونَ } مقرون له بالعبادة والتوحيد مخلصون بهما { وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ } تمسكوا بدين الله وكتابه { جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ } في الدين { وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ } منة الله { عَلَيْكُمْ } بالإسلام { إِذْ كُنتُمْ أَعْدَآءً } في الجاهلية { فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ } بالإسلام { فَأَصْبَحْتُمْ } فصرتم { بِنِعْمَتِهِ } بدين الإسلام { إِخْوَاناً } في الدين { وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ } على طرف هوة من النار يعني الشط وهو الكفر { فَأَنقَذَكُمْ مِّنْهَا } فأنجاكم منها بالإيمان { كَذٰلِكَ } هكذا { يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ } أمره ونهيه ومنته { لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } لكي تهتدوا من الضلالة . ثم أمر بالمعروف والصلح فقال { وَلْتَكُن مِّنْكُمْ } لا تزل منكم { أُمَّةٌ } جماعة { يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ } إلى الصلح والإحسان { وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } بالتوحيد واتباع محمد صلى الله عليه وسلم { وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } عن الكفر والشرك وترك اتباع الرسول { وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الناجون من السخطة والعذاب .