Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 17, Ayat: 81-81)
Tafsir: Tafsīr an-Nasāʾī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ } [ 81 ] 317 - أنا عبيد الله بن سعيد ، نا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن أبي معمر ، عن عبد الله ، قال : " دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم [ مكة ] وحول البيت ثلاثمائة وستون صنماً ، فجعل يطعن بعود في يده ، ويقول : { جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } ، و { جَآءَ ٱلْحَقُّ وَمَا يُبْدِىءُ ٱلْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ } [ سبأ : 49 ] " . 318 - أنا أحمد بن سليمان ، نا زيد بن الحُباب ، نا سليمان بن المغيرة قال : وحدثني سلام بن مسكين بن ربيعة النمري ، عن ثابت البُناني ، عن عبد الله بن رباح الأنصاري ، قال : وفدنا إلى معاوية بن أبي سفيان ومعنا أبو هريرة - وذلك في شهر رمضان - فكان أبو هريرة يدعو كثيراً / إلى رحلِهِ ، فقلت لأهلي : اجعلوا لنا طعاما ففعلوا ، فلقيت ابا هريرة بالعشيِّ فقلت : الدعوة عندي الليلة ، فقال : لقد سبقتني إليها ، فقلت : أجل ، قال : فجاءنا ، فقال : يا معشر الأنصار ، ألا أعلمكم بحديث من حديثكم ؟ قال : " لما فتح رسول الله صل الله عليه وسلم مكة استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الزُّبير بن العوَّام على إحدى المُجنَّبتين ، وخالد بن الوليد على الأخرى ، قال : فبَصُر بي رسول الله صلى اله عليه وسلم في كَبكبة فهتف بي ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : " اهتف لي بالأنصار " فهتفت بهم ، فطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم كأنهم كانوا على ميعاد ، قال : " يا معشر الأنصار ، إن قريشاً قد جمعوا لنا ، فإذا لقيتموهم فاحصدوهم حصداً ، حتى تُوافوني بالصَّفا . الصَّفا ميعادكم " قال أبو هريرة : فما لقينا منهم أحداً إلا فعلنا به كذا وكذا ، وجاء أبو سفيان فقال : يا رسول الله أبَحتَ خضراء قُريش ، لا قريش بعد اليوم ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أغلق بابه فو آمن ، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن ، ومن ألقى السلاح فهو آمن " ولجأت صناديد قريش وعظماؤها إلى الكعبة - يعني : دخلوا فيها - قال : فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طاف بالبيت فجعل يمر بتلك الأصنام فيطعنها بسية القوس ويقول : { جَآءَ ٱلْحَقُّ وَزَهَقَ ٱلْبَاطِلُ إِنَّ ٱلْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً } حتى إذا فرغ وصلى جاء فأخذ بعضادتي الباب ، ثم قال : " يا معشر قريش ، ما تقولون ؟ " قالوا : نقول ابنُ أخٍ وابن عمِّ رحيمٌ كريمٌ ، ثم عاد عليهم القول ، قالوا : مثل ذلك . قال : " فإني أقول كما قال أخي يوسف : { لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ يَغْفِرُ ٱللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } [ يوسف : 92 ] " فخرجوا ، فبايعوه على الإسلام ، ثم أتى الصَّفا لميعاد / الأنصار ، فقام على الصَّفا على مكان يرى البيت منه ، فحمد الله وأثنى عليه ، وذكر نصره إياه ، فقالت الأنصار - وهم أسفل منه : أمَّا الرجل فقد أدركته رأفةٌ لقرابته ، ورغبته في عشيرته . فجاءه الوحي بذلك . قال أبو هريرة : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه الوحي لم يستطع أحد منا يرفع طرفه إليه حتى ينقضي الوحي عنه . فلما قُضيَ الوحي قال : " هيه يا معشر الأنصار ، قلتم أما الرجل فأدركته رأفة بقرابته ، ورغبةٌ في عشيرته ، والله إني لرسول الله ، لقد هاجرت إلى الله ثم إليكم ، المحيا محياكم ، والممات مماتكم " قال أبو هريرة : فرأيت الشيوخ يبكون حتى بل الدموع لِحَاهم ، ثم قالوا : معذرة إلى الله ورسوله . والله ما قلنا الذي قلنا لاَضَنّاً بالله وبرسوله . قال : " فإن الله قد صدقكم ورسوله ، وقبل قولكم " " .