Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 2, Ayat: 102-102)
Tafsir: Tafsīr an-Nasāʾī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ } [ 102 ] 13 - أنا محمد بن العلاء ، نا أبو معاوية ، حدثنا الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس قال : كان الذي أصاب سليمان بن داود عليه السلام في سبب امرأة من أهله - يُقال لها جَرادة - وكانت أحبَّ نسائه إليه ، وكان إذا أراد أن يأتي نساءه أو يدخل الخلاء أعطاها الخاتم ، فجاء أُناس من أهل الجَرادة يُخَاصمون قوما إلى سليمان بن داود عليه السلام ، فكان هوى سليمان أن يكون الحقُّ لأهل الجَرادة ، فيقضي لهم ، فعُوقب حين لم يكن هواه فيهم [ واحداً ] ، فجاء حين أراد الله أن يبتليه فأعطاها الخاتم ودخل الخلاء ، ومثل الشيطان في صورة سليمان قال : هاتي خاتمي ، فأعطته خاتمه ، فلبسه فلما لبسه دانت له الشياطين ، والإنس ، والجن ، وكلُّ شيء ، جاءها سليمان قال : هاتي خاتمي ، قالت : اخرج ، لست بسليمان ، قال سليمان عليه السلام : إن ذاك من أمر الله [ إنه بلاء ] أُبْتَلى به ، ( فخرج ) فجعل إذا قال : أنا سليمان رجموه حتى يُدمون عَقِبه ، فخرج يحمل على شاطيء البحر ، ومكث هذا الشيطان فيهم مقيم ينكح نساءه ويقضي بينهم ، فلما أراد الله عز وجل أن يُرد على سليمان ملكه انطلقت الشياطين ، وكتبوا كُتبا فيها سحر وفيها كفر ، فدفنوها تحت كرسي سليمان عليه السلام ثم أَثَاروها ، وقالوا : هذا كان يفتن الجن والإنس ، قال : فأَكْفَر الناس سليمان حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل على محمد عليه السلام { وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ } يقول : الذي صنعوا ، فخرج سليمان يحمل على شاطيء البحر ، قال : ولما أنكر الناس - لما أراد الله أن يُرد على سليمان ملكه أنكروا - انطلقت الشياطين جاءوا إلى نسائه فسألوهن / فقلن : إنه ليأتينا ، ونحن حُيَّض ، وما كان يأتينا قبل ذلك ، فلما رأى الشيطان أنه حضر هلاكه هرب ، وأرسل به فألقاه في البحر ، وفي الحديث - فتلقَّاه سمكُهُ فأخذه ، وخرج الشيطان حتى لحق بجزيرة في البحر ، وخرج سليمان عليه السلام يحمل لرجل سمكا قال : بكم تحمل ، قال : بسمكة من هذا السمك فحمل معه حتى بلغ به ، أعطاه السمكة التي في بطنها الخاتم ، فلما أعطاه السمكة ، شق بطنها يريد يشويها ، فإذا الخاتم فلبسه ، فأقبل إليه الإنس والشياطين ، فأرسل في طلب الشيطان فجعلوا لا يُطيقونه فقال : احتالوا له فذهبوا فوجدوه نائما قد سَكِرَ ، فبنوا عليه بيتا من رصاص ، ثم جاءوا ليأخذوه فوثب ، فجعل لا يثب في ناحية إلا أماط الرصاص معه فأخذوه فجاءوا به إلى سليمان ، فأمر بحنت من رُخام ، فنُقر ، ثم أدخله في جوفه ، ثم سدَّه بالنحاس ، ثم أمر به فطُرح في البحر . 14 - أنا محمد بن العلاء ، عن أبي أسامة ، نا الأعمش ، عن المِنْهال ، عن سعيد بن جُبير ، عن ابن عباس قال : كان آصِف كاتب سليمان بن داود عليه السلام ، وكان يعلم الاسم [ الأعظم ] كان يكتب كل شيء يأمره به سليمان عليه السلام ، ويدفنه تحت كرسيِّه ، فلما مات سليمان أخرجته الشياطين فكتبوا بين كل سطر من سحر وكذب وكفر ، فقالوا : هذا الذي كان يعمل سليمان بها ، فأكفره جهَّال الناس وسفهاؤُهم وسبُّوه ووقف علماؤُهم ، فلم يزل جهَّالهم يسبُّونه حتى أنزل الله جلَّ وعزَّ : { وَٱتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ ٱلشَّيَـٰطِينُ عَلَىٰ مُلْكِ سُلَيْمَـٰنَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَـٰنُ وَلَـٰكِنَّ ٱلشَّيَـٰطِينَ كَفَرُواْ } .