Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 85, Ayat: 4-4)
Tafsir: Tafsīr an-Nasāʾī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } [ 4 ] 681 - أنا أحمدُ بنُ سليمان ، نا عَفَّانُ بنُ مُسلمٍ ، نا حمادُ بنُ سلمةَ ، نا ثابتٌ البُنانيُّ ، عن عبد الرَّحمن بن أبي ليلى ، عن صُهيبٍ ، أن رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال : " كان مَلِكٌ ممَّن كان قبلكم وكان له ساحرٌ ، فلما كَبِرَ السَّاحرُ قال لِلمَلِكِ : إني قد كبرت سِنِّي وحضر أجلي فادفع إليَّ غُلاماً فلأُعَلِّمْهُ السِّحْرَ ، فدفع إليه غُلاماً وكان يُعَلِّمُهُ السِّحْرَ فكان في الطَّريقِ إذا سَلَكَ راهِبٌ ، فأتي الغلامُ الرَّاهبَ ، فسمعَ كلامَهُ فأعجبهُ نحوُهُ وكلامُهُ ، فكان إذا أتى على السَّاحرِ ضَرَبَهُ وقال ما حَبَسَكَ ؟ فإذا أتى أهلهُ جلسَ عند / الراهبِ … فإذا أتى أهلهُ ضربوه وقالوا ما حَبَسَكَ ؟ فشكى ذلك إلى الراهبِ ، فقال : إذا أراد السَّاحرُ أن يضربكَ فقل : حَبَسَني أهلي ، وإذا أراد أهلُك أن يضربوك فقل حبسني السَّاحرُ ، فبينما هو كذلك إذ أتى يوماً على دابةٍ فظيعةٍ عظيمةٍ قد حَبَسَتِ الناس فلا يستطيعون أن يجُوزُوا ، وقال : اليوم أعلمُ أمرُ الرَّاهبِ أحبُّ إلى اللهِ أم أمرُ السَّاحر ، وأخذ حجراً وقال : اللَّهُمَّ إن كان أمرُ الرَّاهبِ أحبَّ إليكَ وأرضى لَكَ من أمرِ السَّاحرِ فاقتل هذه الدَّابَّةَ حتى يجُوزَ الناسُ ، فرماها فقتلها ومضى الناسُ فأخبر الرَّاهب بذلك فقال : أي بُنيَّ ، أنت أفضلُ مِنِّي ، وإنَّكَ سَتُبْتَلى فإن ابتليتَ فلا تَدُلَّ عليَّ وكان الغُلامُ يُبرِيءُ الأكمهَ والأبرصَ وسائرَ الأدواءِ ويشفيهم . وكان جليسٌ لِلمَلِكِ فعمي فسمع به فأتاهُ بهدايا كثيرةٍ فقال : اشفني ولك ما ها هنا أجمعُ . فقال : ما أشفي أنا أحداً إنَّما يشفي اللهُ عزَّ وجلَّ ، فإن آمنتَ باللهِ دعوتُ الله فشفاك فآمن فدعا اللهَ عزَ وجلَّ له فشفاهُ ، ثم أتى الملِكَ فجلس مِنهُ نحو ما كان يجلسُ ، فقال له الملكُ : يا فلانُ من ردَّ عليك بصركَ قال : ربِّي ، قال : أنا ؟ ! قال : لا ، ولكن ربِّي وَرَبُّكَ اللهُ . قال : ولكَ ربٌّ غيري ؟ ! قال : نعم . فلم يزل يُعذبهُ حتى دلَّ على الغُلامِ فبعث إليه فقال : أي بُني ، قد بلغ من سحرك أنكَ تُبرىءُ الأكمه والأبرصَ وهذه الأدواءَ فقال : ما أشفي أنا أحداً ، ما يشفي غيرُ اللهِ ، قال : أنا ؟ ! قال : لا ، قال : وإنَّ لكَ ربّاً غيري ؟ قال : نعم ، ربي وربُّك اللهُ ، قال : فأخذهُ أيضاً بالعذابِ فلم يزل به حتى دلَّ على الرَّاهبِ ، فأُتي الرَّاهبُ ، فقيل : ارجع عن دينك فأبى . فوُضعَ المِنشارُ على مفرق رأسهِ حتى وقع شِقَّاهُ إلى الأرضِ . فقال لِلأعمى ارجع عن دينك فأبى فوضع المِنشارَ على مفرق رأسِهِ حتى وقع شِقاةُ إلى / الأرضِ ، فقال لِلغلامِ ارجع عن دينك فأبى ، فبعث معهُ نفراً إلى جبل كذا وكذا ، وقال : إذا بلغتم ذروتهُ فإن رجع عن ديِنِهِ وإلاَّ فدهدِهُوهُ من فوقهِ ، فذهبوا به فلما علوا به الجبل قال : اللَّهُمَّ اكفنِيهم بما شئتَ فرجفَ الجبلُ فتدهدهُوا أجمعون ، وجاءَ الغلامُ حتى دخل على المَلِكِ فقال : ما فعل أصحابكَ ؟ قال : كفانيهمُ اللهُ عزَّ وجلَّ ، فبعث معهُ نفراً في قُرقُورةٍ وقال : إذا لجَّجْتُمْ معهُ في البحرِ فإن رجَعَ عن دِيِنه وإلاَّ فَغَرِّقُوهُ . " قال أبو عبد الرحمنِ : بعضُ حُرُوفِ " غرِّقوهُ " سقط من كتابِهِ . " فَلَجَّجُوا به في البحر فقال الغُلامُ : اللَّهُمَّ اكفنيهم بما شئت فغرقوا أجمعون وجاءَ الغُلامُ حتى دخلَ على المِلك ، فقال : ما فعل أصحابكَ ؟ قال : كفانيهم اللهُ جلَّ وعزَّ ، ثم قال للمَلِكِ : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرُكَ . فإن أنت فعلت ما آمرك به قتلتني ، قال : وما هو ؟ قال : تجمعُ الناسَ في صعيدٍ ثم تَصلِبُني على جذعٍ فتأخُذُ سهماً من كنانتي ثم تقولُ باسمِ ربِّ الغُلامِ فإنَّك إن فعلت ذلك قتلتني ، ففعل فوضع السَّهم في كبد قوسِهِ ثم رمى وقال : باسم ربِّ الغُلامِ فوقع السَّهْمُ في صُدْغِهِ فوضع الغُلامُ يده على موضع السَّهْمِ وماتَ رحمهُ اللهُ - فقال الناسُ : آمنَا بربِّ الغُلامِ . فقيل لِلمَلِكِ : أرأيت ما كنت تحذرُ فقد والله نزل بك . قد آمن الناسُ كُلُّهُمْ . فأمر بأفواهِ السِّكَكِ فَخُدَّتْ فيها الأخاديدُ وأُضرِمتَ فيها النِّيرانُ وقال : من يرجعْ عن دينهِ فدعُوهُ ، وإلاَّ فأقْحِمُوهُ فيها . وكانوا يتنازعون ويتدافعون ، فجاءت امرأةٌ بابنٍ لها تُرْضِعُهُ فكأنَّهَا تقاعَستْ أن تقع في النِّيرانِ فقال الصَّبِيُّ : اصبري فإنَّكِ على الْحَقُّ " . 682 - أنا عمرو بنُ عليٍّ ، أنا عبد الرحمنِ ، نا حَمَّادُ بنُ سَلَمَةَ ، عن سِماَكٍ ، عن جابرِ بن سَمُرةَ ، " أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم : كان يقرأَ في الظُّهرِ والعَصْرِ / { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } { وَٱلسَّمَآءِ وَٱلطَّارِقِ } وَنَحْوِهَا " . 683 - أنا مُحْمَّدُ بنُ عليِّ بن حَرْبٍ ، أنا عليُّ بنُ الحُسينِ بنِ واقدٍ ، عن أبيهِ ، عن يزيد النَّحْوِيِّ ، عن عكرمَةَ ، عن ابن عباسٍ في قولهِ { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } [ البروج : 3 ] قال الشَّاهِدُ مُحَّمدٌ صلى الله عليه وسلم ، والمشهودُ يومُ القيامةِ ، وذلك قولهُ { فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَـٰؤُلاۤءِ شَهِيداً } [ النساءِ : 41 ] . ذيل التفسير قوله تعالى : [ { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } [ 4 ] ]