Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 25, Ayat: 27-29)

Tafsir: Tafsīr ʿAbd ar-Razzāq

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

2086 - حدّثنا عبد الرزاق ، قال : أنبأنا معمر عن قتادة ، وعثمان الجزري عن مقسم مَوْلَى ابن عباس في قوله : { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يٰلَيْتَنِي ٱتَّخَذْتُ مَعَ ٱلرَّسُولِ سَبِيلاً } : [ الآية : 27 ] ، قال : اجتمع عقبة بن أبي معيطٍ وأُبَيّ بن خَلَفٍ ، وكَانَا خليلين ، فقال أحدهما لصاحبه : بلغني أنك أتيت محمداً فاستمعت مِنْهُ ، والله لا أرضى عنك حتى تَتْفُلَ في وَجْهِهِ وَتُكذِّبه ، فلم يسلِّطه الله على ذلك فقتل عقبة بن أبي معيط يوم بدرٍ صبراً ، وأما أُبيّ بن خلف فقتله النبي صلى الله عليه وسلم بيده يَوْمَ أُحُدٍ في القتال ، فهما اللذان أنزل الله فيهما : { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ … } حتى بلغ : { خَلِيلاً } : [ الآيات : 27 - 28 ] . 2087 - حدّثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن عثمان الجزري ، عن مقسم مَوْلَى ابن عباس ، عن ابن عبّاس ، " أن عقبة بن أبي معيط ، وأُبي بن خَلَف الجمحي ، قال عقبة بن أبي معيط لأُبيّ بن خلف وكانا خليلين في الجاهلية فقال : لا أَرضَى عنك أبداً ، حتى تأتي محمداً فَتَتْفُلَ في وجهه ، وتُكَذِّبُهُ ، وتشتمه ؛ وَكَانَ قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وعرض عليه الإِسلام . فَلَمَّا سمع عقبة بذلك قال : لا أرضى عنك أبداً ، حتى تكذبه وتتفل في وجهه ، فلم يسلطه الله عَلى ذلِكَ ، فلما كان يوم بدر أُسِرَ عقبة بن أبي معيط في الأسَارى ، فأمَرَ بِهِ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل ، فقال : يا محمد ، من بين هؤلاء أقتل ؟ قال : نعم . قال : لِمَ ؟ قال : بِكُفْرِكَ وَفُجُورِكَ وعُتوك عَلَى الله وعلى رسوله ، قال مقسم : فبلغنا والله أعلم ، أنه قال : فمن للصبية ؟ قال : فيقال إنه قال : النار ، قال : فقامَ عَليُّ بن أبي طَالِب فضرب عنقه ، وأما أُبيّ بن خلف ، فقال : والله لأقتلنَّ محمداً فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : بل أنا أقتله إن شاء الله ، قال : فانطلق رجل حتى أتى أُبيّ بن خلف ، فقال : إن محمداً حين قيل له : ما قلت ؟ قال : بل أنا أقتله . فأفزعه ذلِكَ وقال : أنشدك بالله . أسمعته يقول ذَلِكَ ؟ ووقعت في نفسه لأنهم لم يسمعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال قولاً قطّ إلاّ كان حَقّاً ، قال : فلمّا كان يوم أُحُد خرج أُبيّ بن خلف مع المشركين ، فجعل يَلْتَمِسُ غَفْلَة النبي صلى الله عليه وسلم ليحمل عليه ، فيحول رجل من المسلمين بين النبي صلى الله عليه وسلم وبينه ، فلما رأى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : خلوا عنه وأخذ الحربة فزجله بها ، يقول : فرماه بها فتقع في ترقوته تحت تسبغة البيضة وفوق الذراع . فلم يخرج كثير دَمٍ . واحتقن الدم في جَوْفِهِ ، فخرَّ يخور كما يخورُ الثورُ ، فأقبل أصحابه حتى احتملوه وهُوَ يخورُ . فقالوا : ما هذا ؟ فوالله ما كانَ إلاَّ خدْشٌ ، فقال : والله لو لم يصبني إلا بِرِيقه لقتلني ، أليس قد قال : بل أنا أقتله ، والله لو كان الذي بي بأهل الحجاز لقتلهم ، قال : فما لبث إلا يوماً أو نحو ذلك حتى مات إلى النار " فأنزل الله تعالى : { وَيَوْمَ يَعَضُّ ٱلظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ … } حتَّى بلغ { خَذُولاً } : [ الآيات : 27 - 28 - 29 ] .