Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 54, Ayat: 46-46)
Tafsir: Tafsīr ʿAbd ar-Razzāq
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
3070 - عبد الرزاق ، قال : أخبرني مَعْمر ، قال : أخبرني ناس من أصحابي رفعوا الحديث إلى بعض أهل الكوفة ، قال : مرَّ عمر على رجل أعمى مُقْعد ، فَسَأَل عَنْهُ : مَنْ هو ؟ قالوا : هذا الذي أهله بُرَيْق ، قال : إنَّ بُرَيْقاً لَقَبٌ ، ولكن ادعوا لي عياضاً ، فَدُعِيَ له ، فقال : أخبرني ما شأن هذا ؟ فقال : إنَّ بني الصفا كنت تزوجت فيهم امرأة ، فأرادوا ظُلْمِي وانتزاعها مني فناشدتهم الله ؛ فأبوا ، فتركتهم حتى إذا دَخَلَ رجب مضر - شهر الله الأصمّ - قلت : @ اللهم إني أدْعوك دعاءً جاهِداً على بني الصفا ، إلا واحداً أكسر الرجل فذره قاعداً أعْمَى ، إذ قيد يُعَنَّى القايدا @@ فهلكوا كلهم إلا هذا ، فهو أعمى مقعد ، فقال عمر : والله إن هذا لعجب ؛ فقال رجل من القوم : أفَلاَ أخبرك يا أمير المؤمنين بما هو أعجب من هذا : إنِّي وَرِثْتُ أبي ، فأراد عَمٌّ لي وَبَنُوه أنْ ينتزعوا مَالِي ، فناشدتهم الله والرَّحِم ، فَأَبوا إلاَّ أخذه ، فانتظرت حتى إذا دخل رجب مضر - شهر الله الأصم ، قلت : @ اللهم إنَّ الجاعي أبا نقاصف لم يعطني الحقّ ولم يُناصِف فاجمع له الأحبة المَلاطِفْ بين فِراقٍ ثَمَّ والنّواصِف @@ فبينما هم يحفرون حُفَيْرَة لهم ( انهارت بهم ) ، فهلكوا أجمعون ؟ فقال عمر : واللهِ إن هذا لعجب ، فقال رجل : أفلا أخبرك بأعجب من هَذَا يا أمير المؤمنين ، إن ناساً من بني المؤمل ظلموني في كذا وكذا ؛ فناشدتهم الله فأبوا ، فانتظرت بهم حتى إذا دخل رجب مضر - شهر الله الأصم - فقلت : @ الله أزلهم عن بني مُؤمّل وَارمِ على أقفاهم بمَنْكلْ بصخرةٍ أو عارض جيشٍ جَحْفَل إلا رياحاً ، إنه لم يفعلْ @@ فنزلوا في أصل الجبل وهم في سفر فانقضَّت عليهم صخرة فقتلتهم وركابهم إلاّ رياحاً ، فقال عمر : والله إن هذه لعجب ، فقال رجل من جلسائه : فهذا كانَ في أهل الجاهلية ، يُسْتَجَابُ لهم في شِرْكِهم ، فكيف بمن يظلم المسلمين ! فقال عمر : إن هذه حواجز كانت تكون بينهم ، وإنَّ مَوعِدَكم الساعة { وَٱلسَّاعَةُ أَدْهَىٰ وَأَمَرُّ } : [ الآية : 46 ] ، .