Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 8, Ayat: 1-1)
Tafsir: Tafsīr ʿAbd ar-Razzāq
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
987 - حدثنا عبد الرزاق عن معمر ، عن الزهري ، عن القاسم بن محمد ، قال قال ابن عباس : كان عمر إذا سُئلَ عن شيء قال : لا آمرك ولا أنهاك . قال : ثم يقول ابن عباس : واللهِ ، ما بَعَثَ الله نبيه صلى الله عليه وسلم إلا زاجراً آمراً مُحِلاًّ مُحرِّماً ، قال : فسلط على ابن عباس رجل من أَهْلِ العراق فسأله عن الأنفال ؟ فقال ابن عباس : كان الرجل يُنَفَّلُ فرس الرجل وسلبه ، فأعاد عليه . فقال له مثل ذلك ، ثم أعاد عليه . فقال ابن عباس : أتدرون مَا مَثَلُ هَذَا ؟ مثل صبيغ الذي ضربه عمر ، قال : وكان عمر ضربه حتَّى سالت الدماء عَلى عقبيه ، أو قال : عَلَى رجليه فقال : أمَّا والله فقد انتقم لعمر منك . 988 - حدثنا عبد الرزاق ، عن الثوري ، عن محمد بن السَّائب ، عن أبي صالح ، عن ابن عباس ، قال : لما كان يوم بدر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " من قَتَلَ قتيلاً فله كذا وكذا ، ومن أَسر أسيراً فله كذا وكذا ، وكانوا قتلوا سبعين ، وأَسَرُوا سَبْعِينَ . فجاء أبو اليسر بن عمرو بأسيريَنْ ، فقال : يا رسول الله ! إنَّك وعدتنا من قتل قتيلاً فله كذا ، ومن أسرا أسيراً فله كذا ، وقد جئت بأسيرين ، فقام سعد بن عبادة ، فقال : يا رسول الله ! إن لم تمنعنا زَهَادة في الآخرة ، وَلاَ جُبْن على العدُوِّ ، ولكنا قمنا هذا المقام خشية أن يَقْتطِعك المشركونَ ، وإنك إن تُعْط هؤلاءِ لا يبقى لأصحابك شيءٌ ، قال : فجعل هؤلاء يقولون وهؤلاء يقولُون . فنزلت : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ قُلِ ٱلأَنفَالُ لِلَّهِ وَٱلرَّسُولِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ } [ الآية : 1 ] ، قال : فسلموا الغنيمة لرسول الله صلى الله عليه وسلم : قال ثم نزلت : { وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ … } : [ الآية : 41 ] " . 989 - حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الكلبي قال : لما كان يوم بدر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " مَنْ جاء برأسٍ فله كذا وكذا ، ومن جاء بأَسيرٍ له كذا وكذا . فلما هُزِمَ المشركون ، تبعهم ناس مِنَ المسلمين وبقي مع النبي صلى الله عليه وسلم ناس . فقال الذين بقوا مع النبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ، والله ما منعنا أن نصنع كما صَنَعَ هؤلاء أن نتبعهم ضعف بنَا ولا تَقصير ولكن كرهنا أن يغر بك وندعك وحدك . قال : في ذلك ، فأنز لالله تبارك وتعالى : { يَسْأَلُونَكَ عَنِ ٱلأَنْفَالِ } " ، ثم أخبر الله بمواضعها . فقال : { وَٱعْلَمُوۤا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي ٱلْقُرْبَىٰ … } [ الآية : 41 ] ، { وَإِذْ يَعِدُكُمُ ٱللَّهُ إِحْدَى ٱلطَّآئِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ } [ الآية : 7 ] ، قال معمر ، وقال قتادة : هي المغانم . 990 - حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، قال : أخبرني أيوب ، عن عكرمة " أن أبا سفيان أقبل من الشام في عير قريش وخرج المشركون مُغْوِثين لعيرهم ، وَخَرَجَ النبي صلى الله عليه وسلم يريد أبا سفيان وأصحابه ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلين من أصحابه عَيْناً طليعةً ينظران : بأي ماءٍ هو ؟ فانطلقا حتى إذا علما علمه وأخبرا خبره جاءا مسرعَيْن ، فأخبرا النبي صلى الله عليه وسلم ، وجاء أبو سفيان فنزل على الماء الذي كان به الرجلان . فقال لأهل الماء : هل أحسستم أحداً من أهْل يثرب ؟ قالوا : لا . قال : فهل مَرَّ بِكُم ؟ قالوا : ما رأينا إلا رجلين من أهل كذا وكذا . قال أبو سفيان فأين كان مناخهما ؟ فدلوه عليه ، فانطلق حتى أتى بعر إبلهما ففتَّه ، فإذا فيه نَوَى ، فَقَال : أَنَّى لبني فلان النوى ! هذه نواضح أهْلِ يثرب ، فترك الطريق وأخذ سيف البحر وجاء الرجلان فأخبرا النبي صلى الله عليه وسلم خبره فقال : أيكم أخذ هذه الطريق ؟ فقال أبو بكر : هم بماء كذا وكذا ، ونحن بماء كذا وكذا ، فيرتحل فينزل ماء كذا وكذا ، وننزل نحن ماء كذا وكذا ، ثم ينزل ماء كذا وكذا ، وننزل ماء كذا وكذا ، ثم نلتقي بماء كذا وكذا ، كَأَنّا فرسا رِهان ، فسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى نزل بدراً ، فوجد على ماء بدرٍ بعض رقيق قريش ممن خرج يغيث أبا سفيان فأخذهم أصحابه ، فجعلوا يسائلونهم ، فإذا صدقوهم ضربوهم ، وإذا كذبوهم تركوهم فمرَّ بهم النبي صلى الله عليه وسلم وهم يفعلون ذلك ، فَقَالَ : إن صدقكم ضربتموه ، وإن كذبكم تركتموه . ثم دَعَا واحداً منهم ، فقال : من يطعم القوم ؟ فقال : فلان وفلان ، فعدَّد رجالاً يطعمهم كل رجل يوماً ، قال فكم يُنْحر لهم ؟ فقال عشرة من الجزر ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : " الجزور بمئة ، وهم ما بين الألف والتسعمائة " ، فلما جاء المشركون صافوهم ، وكان النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قد استشار قبل ذلك في قتالهم ، فقام أبو بكر يشير عليه فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم استشارهم فقام عمر يشير عليه ، فأجلسه النبي صلى الله عليه وسلم ثم استشارَهم فقام سعد بن عبادة ، فقال : يا نبي الله ! والله لكأَنَّكَ تعرض بنا منذ اليوم لتعلم ما في نفوسنا ، والذي نفسي بيده لو ضربت أكبادها حتى تبلغ برك الغماد من ذي يمن ، لكنا معك ، فوطن النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على القتال والصبر وسُرَّ بذلك منهم . فلمَّا التقوا سار في قريش : عتبة بن ربيعة ، فقال : أيْ قوم أطيعوني اليوم وَلاَ تقاتلوا محمّداً وأصحابه ، فإنكم إن قاتلتموه لم تزل بينكم إحنة ما بقيتم وفساد لا يزال الرجل منكم ينظر إلى قاتل أخيه وقاتل ابن عمه ، فإن يك ملكاً أكلتم في ملك أخيكم ، وإن يك نَبيّاً فأنتم أسعد الناس به ، وإن يك كاذباً كَفَتْكموه ذؤبان العرب . فأبوا أن يَسْمَعُوا مقالته . وأبوا أن يطعيوه ، فقال : أنشدكم الله في هذه الوجوه التي كأنها المصابيح أن تجعلوها أنداداً لهذه الوجوه التي كأنها عيون الحيات ، فقال أبو جَهْلٍ : لقد ملأت سحرك رعباً ، ثم سَارَ في قريش فقال : إن عتبة بن ربيعة إنما يشير عليكم بهذا ، لأنَّ ابنه مع محمد ومحمد ابن عمه ، فهو يكره أن يقتل ابنه وابن عمه . فغضب عتبة بن ربيعة ، وقال : أيْ مصفِّرَ استه ، ستعلم أينا أجبن وألأم وأفشل لقومه اليوم . ثم نزل ونزل معه أخوه شيبة بن ربيعة وابنه الوليد بن عتبة . فقال : أبرزوا إلينا أكفاءَنَا ، فقام ناس من الأنصار من بني الخزرج فأجسلهم النبي صلى الله عليه وسلم فقام عليّ وحمزة وعبيدة بن الحارث بن عبد المطلب . فاختلف كل رجل منهم وقرينه ضربتين فقتل كل رجل منهم صاحبه وأعان حمزه علياً على قتل صاحبه ، فقتله ، وقطعت رجل عُبيدة ، فمات بعد ذلك . وكان أول قتيل يومئذٍ من المسلمين ، مهجع مولى عمر بن الخطاب . ثم أنزل الله تعالى نَصْرَهُ ، وهزم عدوه ، وقُتِلَ أبو جهل بن هشام ، فأخبر بقتله النبي صلى الله عليه وسلم فقال : أفعلتم ؟ فقالوا نعم يا نبيّ الله ، فَسُرَّ بذلكَ ، وقال : إنَّ عَهْدي به ، وفي ركبتيه جور ، فاذهبوا فانظروا هَلْ ترون ذلك ؟ فنظروا فرأوه ، وأُسِرَ يومئذٍ ناس من قريش . ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقتلى فجروا حتى ألقوا في القليب ، ثم أشرف عليهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : أيْ عتبة بن ربيعة ، أيْ أمية بن خلف ، فجعل يسميهم رجُلاً رجلاً هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً ؟ فقالوا : يا نبي الله أَوَ يَسْمَعونَ ما تقول " 991 - قال عبد الرزاق ، قال معمر ، وقال قتادة : قال عمر بن الخطاب : " كيف يسمع يا نبي الله قوم أموات ؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما أنتم بأعلم بما أقول منهم ، أي أنهم قد رأوْا أعمالهم " . 992 - حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن هشام بن عروة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث يومئذٍ زيد بن حارثة بشيراً يبشّر أهل المدينة . فجَعَلَ ناس لا يصدقونه ويقولُونَ : والله ما رجع هذا إلاَّ فاراً . وجعل يُخْبرهُمْ بالأسارى ويخبرُهم بمن قتل فلم يصدقوه حتى جِيءَ بالأسارى مقرنين في قيد ، ثم فاداهم النبي صلى الله عليه وسلم . 993 - عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة وعن عثمان الجزري ، عن مقسم قالا : فادى النبي صلى الله عليه وسلم أسارى بدر وكان فداء كل رجل منهم أربعة آلاف ، وقتل عقبة بن أبي معيط قبل الفداء ، قام إليه علِيٌّ فقتله فقال : يا محمد فمَنْ للصِّبْيَةِ ؟ قال : النار .