Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 85, Ayat: 4-8)

Tafsir: Tafsīr ʿAbd ar-Razzāq

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

3570 - عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، في قوله تعالى : { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } : [ الآية : 4 ] ، قال : يعني القاتلين الذين قَتَلُوا ثم قُتِلُوا . 3571 - حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن صهيب ، قال كانَ النبي صلى الله عليه وسلم إذا صَلّى العصر هَمَسَ ، والهمس في قول بعضهم : تحرك شفتيه يتكلم بشيء ، فقيل له : يا نبي الله ، إنك إذا صَلَّيْتَ العصر هَمَسْتَ فقال : " إنَّ نبياً من الأنبياء كان أعجب بأُمته فقال : من يقوم لهؤلاء ؟ فأوحى الله إليه أن خيرهم بين أن أنتقم مِنْهُم ، وبين أن أُسلط عليهم عَدُوّهم ، فاختاروا النِّقمة ، قال : فسلَّط الله عليهم الموت . قال : فمات منهم في يوم سبعون ألفاً . قال : وكان إذا حدَّث هذا الحديث ، حدَّث بهذا الحديث الآخر . قال : كان ملك من الملوك له كاهن يتكهن لهم ، فقال : ذلِكَ الكاهِنُ : انظروا إليَّ غلاماً فهماً فَطِناً أو قال لقيناً ، فأعلمه على هذا ؛ فإني أخاف أن أموت ، فينقطع منكم هذا العلم فلا يكون منكم من يعلمه ، قال : فنظروا له غلاماً على ما وصف فأمروه أن يحضر ذلك الكاهن ، وأن يختلف عليه . قال : فجعل الغلام يختلف إليه ، قال : وكان على طريق الغلام راهب في صومعة له ، قال : معمر : وأحسب أن أصحاب الصَّوامِعِ يومئذٍ كانوا مسلِمين ، قال : فجعل الغلام يسأل الراهب ، كلما مرَّ به فلم يزل به حتى أخْبَرَهُ ، فقال إنما أَعْبُدُ الله ، قال : فجعل الغلام يمكث عند الراهب ويبطئ عن الكاهن ، قال : فأرسل الكاهن إلى أهْل الغلام أنه لا يكاد يحضرني ، قال : فأخبر الغلام الراهب بذلك ، فقال له الراهب ، إذا قال لك الكاهن : أين كنت ؟ فقل عند أهْلِي ، وإذا قال أهلك أَيْن كنت ؟ فقل : إنك كنت عند الكاهن قال : فينما الغلام على ذلك ، إذ مرَّ بجماعة من الناس كبيرة ، قد حبستهم دابة ، قال بعضهم : إن هذه الدابة كانت أسداً ، قال : فأخذ الغلام حجراً ، فقال : اللهم إن كان ما يقول الراهب حَقّاً ، فأسْأَلك أن أقتل هذه الدابة ، وإن كان ما يقوله الكاهن حقاً ، فأسألك أن لا أقتلها ، ثم رَمى فقتل الدابة ، فقال الناس : من قتلها ؟ فقالوا : الغلام ، فَفَزعَ الناس إليه ، وقالوا : قَدْ عَلِمَ هذا الغلام علماً لم يعلمه أحَدٌ . قال : فَسَمِعَ به أعمى ، فجاءه ، فقال له الأعمى : إن أنت رددت عليَّ بصري ، فإنَّ لك كذا وكذا ، فقال الغلام لا أريد مِنْكَ هذا ، ولكن أرَأَيْتَ إنْ رجع إليك بصرك أتؤمن بالذي رَدَّه عليك ؟ قال : نعم . قال : فدى الله فرد إليه بصَرَه ، قال : فآمَن الأعمى ، قال : فبلغ الملك أمرهم فبعث إليهم فأُتِيَ بهم ، فقال : لأقتلنَّ كل واحدٍ منكم قتلة لا أقتل بها صاحبه . قال : فأمر بالراهب ، وبالرجل الذي كانَ أعْمَى ، فوضع المنشار على مِفْرق أحدهما فقتله ، وقتل الآخر بقتلةٍ أخرى ، ثم أمر بالغلام ، فقال : انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا فألقوه من رأسه ، قال : فانطلقوا إلى ذلك الجبل ، فلما انتهوا به إلى ذلك الموضع الذي أرادوا ، جعلوا يتهافتون من ذَلِكَ الجبل ، ويتردونَ منه حتى لم يبق منهم إلا الغلام . قال : ثم رجع الغلام ، فأَمَرَ به الملك ، فقال : انطلقوا به إلى البحر فألقوه فيه ، فانطلقوا به إلى البحر : فأغْرَق الله الذين كانوا معه وأنجاه ، فقال الغلام أنت لا تقتلني حتى تصلبني ، ثم ترميني ، فتقول إذا رميتني : باسم رب الغلام ، قال : فأمر به فصُلِبَ ثم رَمَاهُ ، فقال : باسم رب الغلام ، قال : فوضع الغلام يده على صدغه حين رمي ثم مات . قال : فقال الناسُ : لقد علم هذا الغلام علماً ما علمه أحد ، وإنا نؤمن برب هذا الغلام ، فقيل للملك : أجزعت أن خالفك ثلاثة ؟ فهذا العالم كلهم قد خالَفُوكَ ، فَخدَّ أخدوداً ، ثم ألقى فيها الحطب والنَّارَ ، ثم جمع الناس عليها ، فقال : من رجع إلى دينه تركناه ، ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النَّارِ ، فجعل يلقيهم في ذَلِكَ الأخدود ، فيقول الله تبارك وتعالى : { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ * ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } : [ الآيات من 4 - 8 ] ، قال : فأما الغلام فإنه دفن فذكر أنه أخرج في زمان عمر بن الخطاب ، وإصبعه على صدغه ، كما كَانَ وضعها حين قتل " .