Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 15-15)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

يخبر تعالى عن تعنت الكفار من مشركي قريش ، بأنهم إذا قرأ عليهم النبي صلى الله عليه وسلم كتاب الله وحججه الواضحة ، قالوا له : ائت بقرآن غير هذا ، أي : جئنا بغيره من نمط آخر أو بدله إلى وضع آخر . قال تعالى لنبيه : { قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ } : أي : ليس ذلك إلي ، إنما أنا مبلغ عن الله تعالى . قيل : إنما اكتفى بالجواب عن التبديل ، للإيذان بأن استحالة ما اقترحوه أولاً ، من الظهور بحيث لا حاجة إلى بيانها . وأن التصدي لذلك ، مع كونه ضائعا ، ربما يعد من قبيل المجاراة مع السفهاء ، إذ لا يصدر مثل ذلك الاقتراح عن العقلاء ، ولأن ما يدل على استحالة الثاني يدل على استحالة الأول بالطريق الأولى ، فهو جواب عن الأمرين بحسب المآل والحقيقة . وقوله : { إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي } أي : بالتبديل والنسخ من عند نفسي . قال السيوطي في ( الإكليل ) : استدل به من منع نسخ القرآن بالسنة . اهـ . قال الزمخشري : فإن قلت ، فما كان غرضهم ، وهم أدهى الناس وأمكرهم ، في هذا الاقتراح ؟ قلت : الكيد والمكر ، أما اقتراح إبدال قرآن بقرآن ، ففيه أنه من عندك ، وأنك قادر على مثله ، فأبدل مكانه آخر . وأما اقتراح التبديل والتغيير فللطمع ، ولاختبار الحال ، وأنه إن وجد منه تبديل فإما أن يهلكه الله فينجو منه ، أو لا يهلكه فيسخروا منه ، ويجعلوا التبديل حجة عليه ، وتصحيحاً لافترائه على الله - انتهى . ولما بين بطلان ما اقترحوا الإتيان به واستحالته ، أشار إلى تحقيق حقية القرآن ، وكونه من عنده تعالى بقوله : { قُل لَّوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا … } .