Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 28-28)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً } يعني : المشركين ومعبوداتهم للمقاولة بينهم { ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ } أي : معبوديهم بالله ، مع توقعهم الشفاعة منهم { مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَآؤُكُمْ } أي : الزموا مكانكم ، لا تبرحوا حتى تنظروا ما يفعل بكم . قال القاشاني : معناه قفوا مع ما وقفوا معه في الموقف من قطع الوصل والأسباب التي هي سبب محبتهم وعبادتهم ، وتبرؤ المعبود من العابد لانقطاع الأغراض الطبيعية التي توجب تلك الوصل . ومعنى قوله : { فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ } أي : مع كونهم في الموقف معاً ، فرقنا بينهم ، وقطعنا الوصل التي بينهم ، فلا يبقى من العابدين توقع شفاعة ، ولا من المعبودين إفادتها ، لو أمكنتهم { وَقَالَ شُرَكَآؤُهُمْ مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ } إذ لم تكن عبادتكم من أمرنا ، بل عن أمر الشيطان ، فكنتم عابديه بالحقيقة ، بطاعتكم إياه ، وعابدي ما اخترعتموه في أوهامكم من أباطيل فاسدة ، وأماني كاذبة . قيل : القول مجاز عن تبرئهم من عبادتهم ، وأنهم عبدوا أهواءهم وشياطينهم ؛ لأنها الآمرة لهم دونهم ، لأن الأوثان جمادات وهي لا تنطق . وقيل : ينطقها { ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ } [ فصلت : 21 ] ، فتشافههم بذلك ، مكان الشفاعة التي كانوا يتوقعونها .