Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 4-4)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } أي : بالموت أو النشور . أي : لا ترجعون في العاقبة إلا إليه . فاستعدوا للقائه { وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً } أي : صدقا . ثم علل وجوب المرجع إليه سبحانه بقوله : { إِنَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ } أي : من النطفة { ثُمَّ يُعِيدُهُ } أي : بعد الموت { لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ } أي : بعدله أو بعدالتهم وقيامهم على العدل في أمورهم ، أو بإيمانهم ؛ لأنه العدل القويم ، كما أن الشرك ظلم عظيم ، وهو الأوجه لمقابلة قوله : { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ } أي : من ماء حارّ قد انتهى حره { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ } وجيع يخلص ألمه إلى قلوبهم { بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } تعليل لقوله ، لمقابلة قوله ، فإن معناه ليجزي الذين كفروا بشراب من حميم ، وعذاب أليم ، بسبب كفرهم ، لكنه غيّر النظم للمبالغة في استحقاقهم للعقاب بجعله حقا مقررا لهم ، كما تفيده ( اللام ) وللتنبيه على أن المقصود بالذات من الإبداء والإعادة هو الإثابة . والعقاب واقع بالعرَض بكسبهم وعلى أنه تعالى يتولى إثابة المؤمنين بما لا تحيط العبارة به لفخامته وعظمته ، ولذلك لم يعينه . ثم نبه تعالى ، للاستدلال على وحدته في ربوبيته ، بآثار صنعه في النيرين ، إثر الاستدلال بما مرّ من إبداع السماوات والأرض ، بقوله سبحانه : { هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَآءً … } .