Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 10, Ayat: 71-71)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَٱتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ } أي : خبره الذي له شأن وخطر ، مع قومه المغترين بعزة الأموال والأعوان ، ليتدبروا ما فيه من صحة توكله على الله ، ونظره إلى قومه ، بعين عدم المبالاة بهم ، وبمكايدهم ، وزوال ما تمتعوا به من النعيم ، بإغراقهم بالطوفان ، فلعلهم يكفون عن كفرهم ، وتلين أفئدتهم ، ويستيقنون صحة نبوتك { إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ } أي : شق وثقل { عَلَيْكُمْ مَّقَامِي } أي : مكاني ، يعني نفسه ، أو مكثي بين أظهركم مددا طوالا ، ألف سنة إلا خمسين عاما . أو قيامي بالدعوة إلى الله ، من رؤيتكم ذلتي بقلة الأموال والأعوان ، ومنع عزتكم بهما عن الانقياد لي { وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ ٱللَّهِ } أي : بحججه وبراهينه ، أو تخويفي بعذابه { فَعَلَى ٱللَّهِ تَوَكَّلْتُ } أي : اعتمدت في دفع ما قصدتموني به { فَأَجْمِعُوۤاْ أَمْرَكُمْ } أي : شأنكم في إهلاكي { وَشُرَكَآءَكُمْ } يعني : آلهتهم . وهو تهكم بهم ، أو نظراءهم في الشرك . و ( الواو ) بمعنى مع ، أو معطوف على { أَمْرَكُمْ } بحذف المضاف ، أي : وأمر شركائكم . أو منصوب بمحذوف ، أي : ادعوا شركاءكم ، وذلك لأن ( أجمع ) يتعلق بالمعاني . يقال : ( أجمع الأمر : إذا نواه وعزم عليه ) { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً } أي : مستورا . من ( غمه ، إذا ستره ) بل مكشوفاً تجاهرونني به { ثُمَّ ٱقْضُوۤاْ إِلَيَّ } أي : أدوا إلي ذلك الأمر الذي تريدون بي { وَلاَ تُنظِرُونَ } أي : ولا تمهلوني .