Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 10, Ayat: 94-94)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّآ أَنزَلْنَآ إِلَيْكَ } من قصص موسى وفرعون وبني إسرائيل { فَاسْأَلِ ٱلَّذِينَ يَقْرَءُونَ ٱلْكِتَابَ } أي : التوراة { مِن قَبْلِكَ } فإنه عندهم على نحو ما أوحي إليك { لَقَدْ جَآءَكَ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْمُمْتَرِينَ } أي : الشاكين في أنه منزل من عنده . تنبيه لا يفهم من هذه الآية ثبوت شك له صلوات الله عليه ، فإن صدق الشرطية لا يقتضي وقوعها ، كقولك : ( إن كانت الخمسة زوجاً ، كانت منقسمة بمتساويين ) . والسر في مثلها تكثير الدلائل وتقويتها ، لتزداد قوة اليقين ، وطمأنينة القلب ، وسكون الصدر . ولذا أكثر تعالى في كتابه من تقرير أدلة التوحيد والنبوة والرجعة ، أو السر هو الاستدلال على تحقيق ما قص ، والاستشهاد بما في الكتاب المتقدم ، وأن القرآن مصدق لما فيها . أو وصف الأحبار بالرسوخ في العلم ، بصحة ما أنزل إلى رسول الله ، صلوات الله عليه ، تعريضاً بالمشركين ، أو تهييج الرسول ، صلوات الله عليه ، وتحريضه ليزداد يقيناً ، كما قال الخليل صلوات الله عليه { وَلَـكِن لِّيَطْمَئِنَّ قَلْبِي } [ البقرة : 260 ] وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم قال حين نزول الآية : " لا أشك ولا أسأل " أخرجه عبد الرزاق وابن جرير عن قتادة - أو الخطاب له صلى الله عليه وسلم ، والمراد غيره ، على حد : ( إياك أعني واسمعي يا جارة ) . وفيه من قوة التأثير في القلوب ما لا مزيد عليه ، بمثابة ما لو خاطب سلطان عاملاً له على بلدته بحضور أهلها بوصاياه وأوامره الرهيبة ، فيكون ذلك أفعل في النفوس ، أو الخطاب لكل من يسمع ، أي : إن كنت أيها السامع في شك مما نزلنا على لسان نبينا إليك … وأيد هذا بقوله تعالى بعد : { قُلْ يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي } [ يونس : 104 ] فكأنه أشار إلى أن المذكور في أول الآية رمزاً ، هم المذكورون بعد صراحة . وفي الآية تنبيه على أن كل من خالجته شبهة في الدين ينبغي أن يسارع إلى حلها ، بمقادحة العلماء المنبهين على الحق .