Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 100, Ayat: 9-11)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَفَلاَ يَعْلَمُ } أي : أبعد هذا الاحتجاب ومخالفة العقل ، لا يعلم بنور فطرته وقوة عقله { إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي ٱلْقُبُورِ } أي : بعث وأثير ما في القبور وإخراج موتاها { وَحُصِّلَ مَا فِي ٱلصُّدُورِ } أي : أظهر وأبرز ما في صدورهم ونفوسهم من أسرارهم ونياتهم المكتومة فيها ، من خير أو شر { إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ } أي : عالم بأسرارهم وضمائرهم وأعمالهم . فيجازيهم على حسبها يومئذ . وتقديم الظرف ، إما لمكان نظم السجع ورعاية الفواصل ، أو للتخصيص لوقوع علمه تعالى كناية عن مجازاته . وهي إنما تكون يومئذ . قال الرازي : وإنما خص أعمال القلوب بالتحصيل دون أعمال الجوارح ؛ لأن أعمال الجوارح تابعة لأعمال القلوب . فإنه لولا البواعث والإرادات في القلوب ، لما حصلت أفعال الجوارح . ولذلك جعلها تعالى الأصل في الذم فقال : { آثِمٌ قَلْبُهُ } [ البقرة : 283 ] والأصل في المدح فقال : { وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } [ الأنفال : 2 ] .