Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 31-31)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ ٱللَّهِ } أي : رزقه وأمواله { وَلاَ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ } أي : أنا أدعي الفضل بالنبوة ، لا بالغنى وكثرة المال ، ولا بالاطلاع على الغيب ، ولا بالملكية ، حتى تنكروا فضلي بفقدان ذلك { وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِيۤ أَعْيُنُكُمْ } أي : تحتقرهم ، وهم الفقراء المؤمنون { لَن يُؤْتِيَهُمُ ٱللَّهُ خَيْراً } أي : في الدنيا والآخرة ، لهوانهم عليه ، كما تقولون ، إذ الخير عندي ما عند الله ، لا المال { ٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِيۤ أَنْفُسِهِمْ } أي : من الخير ، مني ومنكم ، وهو أعرف بقدرهم وخطرهم ، وما يعلم أحد قدر خيرهم لعظمه - قاله القاشانيّ - وحمل غيره هذا على تفويض ما في أنفسهم من الإيمان إلى علم الله ، إرشاداً إلى أن اللائق لكل أحد أن لا يبتّ القول إلا فيما يعلمه يقيناً ، ويبني أموره على الشواهد الظاهرة ، ولا يجازف فيما ليس فيه على بينة ظاهرة . { إِنِّيۤ إِذاً } أي : إذا قلت ذلك { لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ } أي : لبخس حقهم ، وحطّ قدرهم . فإن الإيمان الظاهر منهم ، رفع شأنهم ، فإذا ضموا إلى ذلك ، الإيمان القلبي ، كما هو الظاهر منهم ، فلهم جزاء الحسنى ، فمن قطع لهم بعدم نيل الخير ، بعدما آمنوا ، كان ظالماً ، وفيه تعريض بأنهم ظالمون في ازدرائهم .