Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 43-43)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ سَآوِيۤ إِلَىٰ جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ ٱلْمَآءِ } أي : فلا أغرق { قَالَ لاَ عَاصِمَ ٱلْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ } أي : لا مانع اليوم من بلائه ، وهو الطوفان ، إلا الراحم وهو الله تعالى . أو لا عاصم إلا مكان من رحم ، وهم المؤمنون ، يعني السفينة ، أو لا عاصم ، بمعنى : لا ذا عصمة إلا من رحمه الله . أو ( إلا ) منقطعة ، أي : لكن من رحمه فهو المعصوم . قال الناصر : الاحتمالات الممكنة أربعة : لا عاصم إلا راحم ، ولا معصوم إلا مرحوم ، ولا عاصم إلا مرحوم ، ولا معصوم إلا راحم ، فالأولان استثناء من الجنس ، والآخران من غير الجنس . أي : فيكون منقطعاً . أي : لكن المرحوم يعصم ، على الأول ، ولكن الراحم يعصم من أراد ، على الثاني . وزاد الزمخشري خامساً وهو : لا عاصم إلا مرحوم ، على أنه من الجنس ، بتأويل حذف المضاف ، تقديره : لا مكان عاصم إلا مكان مرحوم . والمراد بالنفي التعريض بعدم عصمة الجبل ، وبالمثبت التعريض بعصمة السفينة . والكل جائز وبعضها أقرب من بعض - انتهى . { وَحَالَ بَيْنَهُمَا ٱلْمَوْجُ } أي : صار حائلاً بين نوح وابنه ، أو بين ابنه والجبل ، لارتفاعه فوقه : { فَكَانَ } أي : ابنه مع كونه فوق الجبل { مِنَ ٱلْمُغْرَقِينَ } أي : الهالكين بالغرق . وفيه دلالة على هلاك سائر الكفرة على أبلغ وجه ، فكان ذلك أمراً مقرر الوقوع ، غير مفتقر إلى البيان . وفي إيراد ( كان ) دون ( صار ) مبالغة في كونه منهم - أفاده أبو السعود .