Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 73-73)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالُوۤاْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ ٱللَّهِ } أي : أتستبعدين من شأنه وقدرته خلق الولد من الهرمين ؟ قال الزمخشري : وإنما أنكرت عليها الملائكة تعجبها ، لأنها كانت في بيت الآيات ، ومهبط المعجزات ، والأمور الخارقة للعادات ، فكان عليها أن تتوقر ، ولا يزدهيها ما يزدهي سائر النساء الناشئات في غير بيت النبوة ، وأن تسبح الله وتمجده ، مكان التعجب . وإلى ذلك أشارت الملائكة ، صلوات الله عليهم ، في قولهم : { رَحْمَتُ ٱللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ ٱلْبَيْتِ } أرادوا أن هذه وأمثالها مما يكرمكم به رب العزة ، ويخصكم بالإنعام به يا أهل بيت النبوة ، فليست بمكان عجب . والكلام مستأنف ، علل به إنكار التعجب ، كأنه قيل ( إياك والتعجب ) فإن أَمثال هذه الرحمة والبركة متكاثرة من الله عليكم - انتهى . فالجملة خبرية ، وجوّز كونها دعائية . و { أَهْلَ ٱلْبَيْتِ } نصب على النداء أو التخصيص ، لأن أهل البيت مدح لهم ، إذ المراد أهل بيت خليل الرحمن . { إِنَّهُ حَمِيدٌ } أي : مستحق للمحامد ، لما وهبه من جلائل النعم { مَّجِيدٌ } أي : كريم واسع الإحسان ، فلا يبعد أن يعطى الولد بعد الكبر . وهو تذييل بديع لبيان أن مقتضى حالها أن تحمد مستوجبَ الحمد المحسن إليها بما أحسن ، وتمجده إذ شرفها بما شرّف .