Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 11, Ayat: 80-80)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً } أي : بدفعكم قوة ، بالبدن أو الولد { أَوْ آوِيۤ إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ } أي : عشيرة كثير ؛ لأنه كان غريباً عن قومه ، شبهها بركن الجبل في الشدة والمنعة . أي : لفعلت بكم ما فعلت ، وصنعت ما صنعت . تنبيه قال الإمام ابن حزم رحمه الله في ( الملل ) : ظن بعض الفرق أن ما جاء في الحديث الصحيح من قوله صلى الله عليه وسلم : " رحم الله لوطاً ، لقد كان يأوي إلى ركن شديد " إنكارٌ على لوط عليه السلام . ولا تخالفَ بين القولين ، بل كلاهما حق ؛ لأن لوطاً عليه السلام إنما أراد منعة عاجلة يمنع بها قومه مما هم عليه من الفواحش ، من قرابة أو عشيرة أو أتباع مؤمنين . وما جهل قط لوط عليه السلام أنه يأوي من ربه تعالى إلى أمنع قوة ، وأشد ركن . ولا جناح على لوط عليه السلام في طلب قوة من الناس ، فقد قال تعالى : { وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ } [ البقرة : 251 ] فهذا الذي طلب لوط عليه السلام . وقد طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار والمهاجرين منعة حتى يبلّغ كلام ربه تعالى . فكيف ينكر على لوط أمراً هو فعله عليه السلام . تالله ! ما أنكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما أخبر أن لوطاً كان يأوي إلى ركن شديد ، يعني : من نصر الله له بالملائكة . ولم يكن لوط علم بذلك . ومن اعتقد أن لوطاً كان يعتقد أنه ليس له من الله ركن شديد ، فقد كفر ، إذ نسب إلى نبي من الأنبياء هذا الكفر . وهذا أيضاً ظن سخيف ، إذ من الممتنع أن يظن بربٍ أراه المعجزات ، وهو دائباً يدعو إليه ، هذا الظن . انتهى .