Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 31-31)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ } أي : اغتيابهن ، وسوء قالتهن . استعير ( المكر ) لـ ( لغيبة ) لشبهها له في الإخفاء . أو ( المكر ) على حقيقته ، وكن قلن ذلك لتريهن يوسف . { أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ } أي : تدعوهن للضيافة ، مكراً بهن ، { وَأَعْتَدَتْ } أي : أحضرت وهيأت ، { لَهُنَّ مُتَّكَئاً } أي : ما يتكئن عليه من الوسائد ، { وَآتَتْ كُلَّ وَاحِدَةٍ مِّنْهُنَّ سِكِّيناً } أي : ليعالجن بها ما يأكلن من الفواكه ونحوها . { وَقَالَتِ } أي : ليوسف { ٱخْرُجْ عَلَيْهِنَّ } أي : ابرز إليهن . قال الزمخشري : قصدت بتلك الهيأة - وهي قعودهن متكئات ، والسكاكين في أيديهن أن يدهشن ويبهتن عند رؤيته ، ويشغلن عن نفوسهن ، فتقع أيديهن على أيديهن فيقطعنها ، لأن المتكيء إذا بُهت لشيء وقعت يده على يده ، فتكبتهن بالحجة . وقد كان ذلك كما قال تعالى : { فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ } أي : أعظمنه ، وهبن حسنه الفائق ، { وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ } أي : جرحنها ، كما تقول : كنت أقطع اللحم فقطعت يدي ، تريد : جرحتها . { وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَـٰذَا بَشَراً إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ } حاش : أصله حاشا ، وحذفت ألفه تخفيفا ، وبها قرأ أبو عمرو في الدرج ، أي : تنزيها له سبحانه عن صفات النقص والعجز ، وتعجباً من قدرته على مثل ذلك الصنع البديع . وإنما نفين عنه البشرية لغرابة جماله ، وأثبتن له الملكية على نهج القصر ، بناء على ما ركز في الطباع أن لا أحسن من الملك ، كما ركز فيها أن لا أقبح من الشيطان . ولذلك يُشَبَّه كل متناه في الحسن والقبح ، بهما .