Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 33-33)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ رَبِّ ٱلسِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِيۤ إِلَيْهِ } أي : من مواتاتها ، لأنه مشقة قليلة ، تعقبها راحات أبدية . ثم فزع إلى الله تعالى في طلب العصمة بقوله : { وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ } يعني : ما أردن مني { أَصْبُ إِلَيْهِنَّ } أي : أمِلْ إلى إجابتهن بمقتضى البشرية { وَأَكُن مِّنَ ٱلْجَاهِلِينَ } أي : بسبب ارتكاب ما يدعونني إليه من القبيح . قال أبو السعود : هذا فزع منه ، عليه السلام ، إلى ألطاف الله تعالى ، جرياً على سنن الأنبياء والصالحين ، في قصر نيل الخيرات ، والنجاة عن الشرور ، على جناب الله عز وجل ، وسلب القوى والقدر عن أنفسهم ، ومبالغة في استدعاء لطفه في صرف كيدهن بإظهار أن لا طاقة له بالمدافعة ، كقول المستغيث : أدركني وإلا هلكت . لا أنه يطلب الإجبار والإلجاء إلى العصمة والعفة ، وفي نفسه داعية تدعوه إلى هواهن . انتهى . قال القاشاني : وذلك الدعاء هو صورة افتقار القلب الواجب عليه أبدا .