Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 36-36)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَدَخَلَ مَعَهُ ٱلسِّجْنَ فَتَيَانِ } روي أنهما غلامان كانا لفرعون مصر ، أحدهما رئيس سقاته والآخر رئيس طعامه ، غضب عليهما فحبسهما ، فكانا مع يوسف ، ثم رآهما يوماً وهما مهمومان ، فسألهما عن شأنهما ، فذكرا له أنهما رأيا رؤيا غمتهما ، وليس لهما من يعبرها . فقال لهما : أليس التأويل لله ؟ قصّا عليّ ؛ فذلك قوله تعالى : { قَالَ أَحَدُهُمَآ } وهو صاحب شرابه : { إِنِّيۤ أَرَانِيۤ أَعْصِرُ خَمْراً } أي : عنباً ، تسمية للعنب بما يؤول إليه . أو الخمر بلغة عمان اسم للعنب ، وذلك أنه قال : رأيت في المنام كأن بين يدي وعاءً فيه ثلاثة قضبان عنب ثم نضجت عناقيدها وصارت عنبا وكانت كأس فرعون في يدي فأخذت العنب وعصرته في الكأس ، وناولتها لفرعون . { وَقَالَ ٱلآخَرُ } وهو صاحب طعامه : { إِنِّي أَرَانِيۤ أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ ٱلطَّيْرُ مِنْهُ } وذلك أنه قال له : رأيت كأن فوق رأسي ثلاث سلال حُوّاري ، والطير تأكل من السلة العليا فوق رأسي . { نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ } أي : أخبرنا بتفسير ما رأينا ، وما يؤول إليه أمر هذه الرؤيا { إِنَّا نَرَاكَ مِنَ ٱلْمُحْسِنِينَ } أي : الذين يحسنون عبارة الرؤيا ، أو من المحسنين إلى أهل السجن ، تداوي مريضهم ، وتعزي حزينهم ، وتوسع على فقيرهم ، فأحسن إلينا بكشف غمتنا ، إن كنت قادراً على ذلك . ثم أشار ، عليه السلام ، لهما بأن ما رأياه سهل التأويل ، لوجود مثاله في المنام ، وأن له علماً فوقه ، وهو أنه يبين لهما كل جليل ودقيق من الأمور المستقبلة ، وإن لم يكن هناك مقدمة المنام ، حتى إن الطعام الموظف الذي يأتيهما كل يوم ، يبينه لهما قبل إتيانه ، وإن ذلك ليس من باب الكهانة ، بل من الفضل الرباني لمن يصطفيه بالنبوة ، وهذا معنى قوله تعالى : { قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ … } .