Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 12, Ayat: 92-92)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قَالَ لاَ تَثْرِيبَ } أي : لا تعيير ولا توبيخ ولا تقريع ، { عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ } أي : وإن كنتم ملومين قبل ظهور منتهى فعلكم ، ولا إثم عليكم ، إذ { يَغْفِرُ ٱللَّهُ لَكُمْ } أي : حقي لرضاي عنكم ، وحقه أيضاً لواسع رحمته ، كما قال : { وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } أي : فكأنه لا خطأ منكم . و { ٱلْيَوْمَ } متعلق بالتثريب ، أو بالمقدر في { عَلَيْكُمُ } من معنى الاستقرار ، والمعنى : لا أثربكم اليوم ، وهو اليوم الذي هو مظنة التثريب ، فما ظنكم بغيره من الأيام ؟ ! فتعبيره بـ { ٱلْيَوْمَ } ليس لوقوع التثريب في غيره ، لأن من لم يثرب أول لقائه ، واشتعال ناره ، فَبَعْدَهُ بطريق الأولى . وقال الشريف المرتضى في ( الدرر ) : إن اليوم موضوع موضع الزمان كله كقوله : @ اليومَ يرحَمُنَا من كان يَغْبِطُنَا واليوم نَتْبعُ من كانوا لنا تَبَعَا @@ ثم زادهم تكريماً بأن دعا لهم بالمغفرة ، لما فرط منهم بقوله : { يَغْفِرُ ٱللَّهُ لَكُمْ } . وقوله : { وَهُوَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } تحقيق لحصول المغفرة ، لأنه عفا عنهم ، فالله أولى بالعفو والرحمة لهم ، وبيان للوثوق بإجابة الدعاء . وجوز تعلق { ٱلْيَوْمَ } بـ { يَغْفِرُ } . والجملة خبرية سيقت بشارة بعاجل غفران الله ، لما تجدد يومئذ من توبتهم وندمهم على خطيئتهم . والوجه الأول أظهر . والثاني من الإغراب في التوجيهات . تنبيه قال بعضهم : إن تجاوز يوسف عن ذنب إخوته ، وإبقاءه عليهم ، ومصافاته لهم ، تعلمنا أن نغفر لمن يسيء إلينا ، ونحسن إليه ، ونصفي له الود ، وأن نغضي عن كل إهانة تلحق بنا ، فيسبغ الله تعالى إذ ذاك علينا نعمه وخيراته في هذه الدنيا ، كما أوسع على يوسف ، ويورثنا السعادة الأخروية . وأما إذا أضمرنا السوء للمسيئين إلينا ، ونقمنا منهم ، فينتقم الله منا ، ويوردنا مورد الثبور ، فنعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا . ثم قال لهم يوسف : { ٱذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَـٰذَا … } .