Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 43-43)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَسْتَ مُرْسَلاً قُلْ كَفَىٰ بِٱللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ } فإنه أظهر على رسالتي ، من الحجج القاطعة والبينات الساطعة . وما فيه مندوحة عن شهادة شاهد آخر . قيل جعل هذا شهادة ( وهو فعل والشهادة قول ) على سبيل الاستعارة ؛ لأنه يغني عن الشهادة بل هو أقوى . انتهى . ولا يخفى أن الشهادة أعمّ من القول والفعل . على أن المراد من تلك الحجج هي آيات القرآن والذكر الحكيم ، وهي كلامه تعالى ، وقد قال تعالى : { وَيَسْتَنْبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّيۤ } [ يونس : 53 ] . وقوله تعالى : { وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } أي : ومن هو من علماء أهل الكتاب فإنهم يجدون صفة النبي صلى الله عليه وسلم ونعته في كتابهم من بشارات الأنبياء به . كما قال تعالى : { ٱلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ } [ الأعراف : 157 ] وقال تعالى : { أَوَ لَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } [ الشعراء : 197 ] . ويروى عن مجاهد أنه عنى بـ { مَنْ عِندَهُ عِلْمُ ٱلْكِتَابِ } عبد الله بن سلام . ونوقش بأن السورة مكية ، وإسلامه كان بالمدينة . وأجاب البعض بأن بعض السور المكية ربما وجد فيه مدني وبالعكس ، وكأن هذه الآية من ذلك . وقد روى الحافظ أبو نعيم الأصفهانيّ في ( دلائل النبوّة ) : أن عبد الله بن سلام أسلم قبل الهجرة ، حيث رحل إلى مكة قبلها ، واستيقن نبوته صلوات الله عليه . ثم آب إلى المدينة وكتم إسلامه إلى أن كانت الهجرة . والله أعلم .