Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 13, Ayat: 5-5)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَإِن تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَإِذَا كُنَّا تُرَاباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ } خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ، أي : إن تعجب من شيء فقولهم عجيب حقيق بأن يقتصر عليه التعجب ؛ لأن من شاهد ما عدد من الآيات العجيبة التي تدل على قدرةٍ يصغر عندها كل عظيم - أيقن بأن من قدر على إنشائها ولم يعي بخلقها ، كانت الإعادة أهون شيء عليه وأيسره . فكان إنكارهم أعجوبة من الأعاجيب . وجوز أن يكون خطاباً لكل من يصلح له ، أي : إن تعجب ، يا مَنْ نظر في هذه الآيات وعلم قدرة من هذه أفعاله ، فازدد تعجباً ممن ينكر ، مع هذا ، قدرته على البعث ، وهو أهون من هذه ! قال أبو السعود : والأنسب بقوله : { وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلسَّيِّئَةِ } [ الرعد : 6 ] هو الأول . و ( عجب ) خبر قدم على المبتدأ للقصر ، والتسجيل من أول الأمر بكون قولهم ذاك أمراً عجيباً . وقوله تعالى : { أُوْلَـٰئِكَ } أي : المنكرون لقدرته على البعث { الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ } أي : تمادوا في الكفر . فإن من أنكر قدرته تعالى فقد أنكره - لأن الإله لا يكون عاجزاً ، وفيه تكذيب لخبره ولرسله عليهم السلام { وَأُوْلَئِكَ ٱلأَغْلاَلُ فِيۤ أَعْنَاقِهِمْ } أي : السلاسل في أيمانهم مشدودة إلى أعناقهم يوم القيامة ؛ لأنهم غلوا أفكارهم عن النظر في هذه الأمور كما جعلوا خالقهم مغلول القدرة على ذلك وهو القادر الحكيم . { وَأُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدونَ } .