Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 27-27)

Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ فِي ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَفِي ٱلآخِرَةِ } القول الثابت هو الكلمة الطيبة التي ذكرت صفتها العجيبة وهو الحق . و { بِٱلْقَوْلِ } جوّزوا تعلقه بـ { يُثَبِّتُ } و { آمَنُواْ } . والمعنى على الأول : ثبتهم بالبقاء على ذلك ، أو ثبتهم في سؤال القبر به ، وعلى الثاني فالباء سببية والمعنى : آمنوا بالتوحيد الخالص فوحدوه ونزهوه عمَّا لا يليق بجنابه . و { فِي ٱلْحَيَاةِ } متعلق بـ { يُثَبِّتُ } أو ( بالثابت ) كما قاله أبو البقاء . واقتصر الزمخشريّ وأتباعه على الأول حيث قال : القول الثابت بالحجة والبرهان في قلب صاحبه وتمكن فيه فاعتقده واطمأنت إليه نفسه . وتثبيتهم به في الدنيا ، أنهم إذا فتنوا في دينهم لم يزلَّوا . كما ثبت أصحاب الأخدود والذين نشروا بالمناشير ومشطت لحومهم بأمشاط الحديد ؛ وتثبيتهم في الآخرة أنهم إذا سئلوا عند تواقف الأشهاد عن معتقدهم ودينهم لم يتلعثموا ولم يبهتوا ولم تحيّرهم أهوال الحشر . وقيل : معناه الثبات عند سؤال القبر . فعن البراء بن عازب رضي الله عنه ؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " " المسلم إذا سُئل في القبر شهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله " قال : فذلك قوله تعالى : { يُثَبِّتُ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱلْقَوْلِ ٱلثَّابِتِ } " الآية ، رواه الشيخان وأهل السنن . وعليه ، فتفسير الآخرة بالقبر ، لكون الميت انقطع بالموت عن أحكام الدنيا . وقال في أصحاب المثل الثاني : { وَيُضِلُّ ٱللَّهُ ٱلظَّالِمِينَ } أي : يخلق فيهم الضلال عن الحق الذي ثبَّتَ المؤمنين عليه حسب إرادتهم واختيارهم ، ووصفهم بالظلم لوضعهم الشيء في غير موضعه ، أو لظلمهم أنفسهم حيث بدلوا فطرة الله التي فطر الناس عليها : { وَيَفْعَلُ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ } أي : من التثبيت والإضلال حسبما تقتضيه حكمته البالغة .