Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 46-48)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ } أي : سعيهم في المعايش واشتغالهم بها { فَمَا هُم بِمُعْجِزِينَ } أي : لا يعجزون ربهم على أي حال كانوا { أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَىٰ تَخَوُّفٍ } أي : توقع للهلاك ومخافةٍ له فإنه يكون أبلغ وأشد . أو ننقّص في أبدانهم وأموالهم وثمارهم حتى يهلكوا . يقال : تخوفه : تنقصه وأخذ من أطرافه { فَإِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ } أي : حيث يحلم عنكم ولا يعاجلكم بالعقوبة . ثم أخبر تعالى عن عظمته وجلاله وكبريائه بانقياد سائر مخلوقاته ، جمادات وحيوانات ومكلفين من الجن والإنس والملائكة له سبحانه ، بقوله : { أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ } أي : جسم قائم له ظلّ { يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ } أي : يرجع شيئاً فشيئاً { عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ } أي : عن جانبي كل واحد منها ، بُكْرَةً وَعَشِيْاً { سُجَّداً لِلَّهِ } أي : منقادة له على حسب مشيئته في الامتداد والتقلص وغيرهما ، غير ممتنعة عليه فيما سخرها له { وَهُمْ دَاخِرُونَ } أي : صاغرون . وغلب في جمعها من يعقل ، فأتى بالواو . أو لأن الدخور من أوصاف العقلاء . فهو إما تغليب أو استعارة : وكذا ضمير ( هم ) أيضاً لأنه مخصوص بالعقلاء . فيجوز أن يعتبر ما ذكر فيه ، ويجعل ما بعده جارياً على المشاكلة . لطيفة لابن الصائغ في سر توحيد اليمين وجمع الشمائل توجيه لطيف ، وملخصه : أنه نظر إلى الغاية فيهما ؛ لأن ظل الغداة يضمحلّ بحيث لا يبقي منه إلا اليسير . فكأنه في جهة واحدة . وهو في العشيّ على العكس ، لاستيلائه على جميع الجهات . فلحظت الغايتان . هذا من جهة المعنى . وأما من جهة اللفظ فجمع ليطابق { سُجَّداً } المجاور له . كما أفرد الأول لمجاورة ضمير { ظِلاَلُهُ } وقدّم الإفراد لأنه أصل أخف . و { عَنِ ٱلْيَمِينِ } متعلق بـ { يَتَفَيَّؤُاْ } أو حال . كذا في ( العناية ) . ثم بين سجود سائر المخلوقات سواء كانت لها ظلال أم لا ، بقوله تعالى : { وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ … } .