Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 65-66)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَٱللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ ٱلْسَّمَآءِ } أي : المزن { مَآءً فَأَحْيَا بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَآ } أي : بالنبات والزرع ، بعد جدبها ويبسها { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ } أي : هذا التذكير ، ويعقلون وجه دلالته { وَإِنَّ لَكُمْ فِي ٱلأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُمْ مِّمَّا فِي بُطُونِهِ مِن بَيْنِ فَرْثٍ } وهو ما في الكرش من الثفل { وَدَمٍ لَّبَناً خَالِصاً سَآئِغاً لِلشَّارِبِينَ } أي : سهل المرور في حلقهم . بيّن تعالى آيته في الأنعام بما ذكر ، ليستدل به على وحدانيته وانفراده بالألوهية . وليستدل به أيضاً على الحشر . فإن العشب الذي يأكله الحيوان إنما يتولد من الماء والتراب . فَقَلْبُ الطين نباتاً وعشباً ، ثم تبديلُه دماً في جوف الحيوان ، ثم تحويله إلى لبَن ، أعظم عبرة على قدرته تعالى على قلب هذه الأجسام الميتة من صفة إلى صفة . وإنما ذكّر الضمير في بطونه هنا ، وأنثه في سورة المؤمنين ، لكون الأنعام اسم جمع ، فيذكر ويفرد ضميره ، باعتبار لفظه . ويؤنث ويجمع لاعتبار معناه .