Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 82-84)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فَإِن تَوَلَّوْاْ } أي : بعد هذا البيان وهذا الامتنان { فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ * يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ ٱللَّهِ } أي : التي عددت ، وأنها بخلقه { ثُمَّ يُنكِرُونَهَا } أي : بعبادتهم غير المنعم بها وقولهم هي من الله ، ولكنها بشفاعة آلهتنا { وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْكَافِرُونَ } . ثم أخبر تعالى عن شأنهم في معادهم بقوله : { وَيَوْمَ نَبْعَثُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً } وهو نبيّها يشهد عليها بما أجابته من إيمان وكفر فيما بلغها { ثُمَّ لاَ يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي : في الاعتذار لأنهم يعلمون بطلانه وكذبه ، كقوله : { هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ * وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ } [ المرسلات : 35 - 36 ] { وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ } أي : لا يطلب منهم العتبى . أي : إزالة عتَب ربهم وغضبه . ( والعتبى ) بالضم الرضا وهو الرجوع عن الإساءة إلى ما يرضي العاتب . يقال : استعتبه أعطاه العتبى بالرجوع إلى مسرته . والعتب لومك الرجل على إساءة كانت له إليك . والمرء إنما يطلب العتاب من خصمه ليزيل ما في نفسه عليه من الموجدة والغضب ويرجع إلى الرضا عنه ، فإذا لم يطلب العتاب منه ، دل ذلك على أنه ثابت على غضبه عليه .