Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 16, Ayat: 94-94)
Tafsir: Maḥāsin at-Taʾwīl
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ } تصريح بالنهي عنه ، بعد أن نهى عنه ضمناً ، لأخذه فيما تقدم قيداً للمنهيّ عنه ، تأكيداً عليهم ومبالغة في قبح المنهيّ { فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا } أي : فتزل أقدامكم عن محجة الحق ، بعد رسوخها فيه { وَتَذُوقُواْ ٱلْسُّوۤءَ } أي : ما يسوءكم في الدنيا { بِمَا صَدَدتُّمْ } أي : بصدودكم عن الوفاء ، أو بصدكم غيرَكم { عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ } أي : في الآخرة . لطيفة تنكير ( قدم ) للإيذان بأن زلل قدم واحدة عظيم ، فكيف بأقدام كثيرة ؟ . وأشار في ( البحر ) إلى نكتة أخرى : قال : الجمع تارة يلحظ فيه المجموع من حيث هو مجموع فيؤتي بما هو له مجموعاً . وتارة يلاحظ فيه كل فرد فيفرد ما له كقوله : { وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَئاً } [ يوسف : 31 ] ، أي : لكل واحدة منهن متكئاً . ولما كان المعنى : لا يفعل هذا كل واحد منكم ، أفرد : { قَدَمٌ } مراعاةً لهذا المعنى . ثم قال : { وَتَذُوقُواْ } مراعاة للفظ الجمع . قال الشهاب : هذا توجيه للإفراد من جهة العربية ، فلا ينافي النكتة الأولى .